فواز عزيز

دروس خصوصية بـ752 مليون ريال

الأربعاء - 27 ديسمبر 2017

Wed - 27 Dec 2017

• لن ترى كل عيوبك بعينيك حتى لو كان نظرك 6/6، فبعض عيوبك لن تراها إلا بعيون الآخرين..!

• وأحيانا تحتاج للاستعانة بمرايا الآخرين لتظهر بمظهر حسن؛ لأن المرايا التي تمتلكها متسخة أو مسطحة أو مقعرة لا تعكس الرؤية الحقيقية..!

• بعض الأرقام تعتبر مؤشرات تدلك على الطريق أو تقيس مدى انحرافك عن الطرق المؤدية لهدفك.. وبعض الأرقام كالمرايا تعكس لك حقيقتك لتراها أمام ناظريك.

• حين تقول الأرقام بأن الأسر في السعودية أنفقت أكثر من 752 مليون ريال على الدروس الخصوصية خلال عام 2017، فهذا مؤشر بأن «المدارس» لا تؤدي دورها التعليمي كما يجب، أو أن الأسر السعودية لا تثق بقدرة المدارس على تعليم أبنائها ومنحهم المعارف.. وهذه الأرقام ليست تكهنات صحفي أو تقديرات اقتصادي، بل هي أرقام وإحصائيات جهة حكومية هي «الهيئة العامة للإحصاء»، وقد فصلت فيها وبينت كم المبالغ التي تصرف على الدروس الخصوصية في كل منطقة فكانت الرياض الأعلى بنحو 260 مليون ريال، تليها مكة بحوالي 156 مليون ريال، وكانت الباحة الأقل بـ2.6 مليون ريال، ونشرت هذا الأرقام في صحيفة «مكة».

• هذه المبالغ الضخمة مقياس لمدى جودة التعليم في المدارس، يضاف إليها برامج القياس العديدة التي تجريها وزارة التعليم على مدارسها سنويا، ويضاف إليها اختبارات «قياس» التي يقدمها المركز الوطني للقياس والتقويم على حساب الطالب.. فهل يعقل أن كل هذه المقاييس لم ترشد وزارة التعليم إلى الطريق الصحيح حتى الآن؟ أم إنها تعي كل ذلك وأكثر لكنها غير قادرة على التصحيح والإصلاح..؟

• كنت أود أن أقول: يفترض ألا يمر هذا الرقم الضخم مرور الكرام على مسؤولي وزارة التعليم إن كانوا حقا يريدون إصلاح التعليم؛ لكني تذكرت أن وزارة التعليم تعلم بذلك، فهي تقدم من خلال بوابة «عين» خدمة الدروس الالكترونية التي تمكن الطالب من حضور الدرس مباشرة مع معلمين للمواد الدراسية، وتشارك الطالب التعلم مع زملائه بشكل افتراضي وهو في البيت..!

• إذا كانت وزارة التعليم تفتح المدارس يوميا لتعليم الطلاب واقعيا، وتفتح المواقع الالكترونية لتقديم الدروس الافتراضية.. ومع ذلك تحتاج الأسر إلى «مدرس خصوصي» لأبنائها، رغم سهولة وقصر المناهج الدراسية مقارنة بحالها سابقا؛ فهذا برأيي خلل واضح في مسيرة التعليم لا بد من تداركه قبل أن نخسر أجيالا..!

• إذا لم تكن المدرسة ميدانا لاكتساب المعرفة وتنمية المهارات وممارسة الأنشطة؛ فمبانيها وما يصرف عليها خسارة للدولة تجاور خسارة الأسر 752 مليون ريال في سنة واحدة..!

• تخيل أن طالبا

يذهب يوميا إلى المدرسة ويحضر الدروس بالمجان ويعود إلى أهله بلا فائدة ثم يبحثون له عن «مدرسي خصوصي» ويدفعون له مقابلا ماديا لكي ينجح في اختبارات المعلم الذي لم يستطع إفهامه أو لم يستطع هو الفهم منه بغض النظر عن السبب..!

• أدرك أن كثيرا من المعلمين والمعلمات يبذلون جهودا كبيرة في تعليم الطلاب والطالبات، وبعضهم يتحمل تكاليف المواد التعليمية التي لا تتوفر بسهولة بسبب الإجراءات البيروقراطية التي تتمسك بها وزارة التعليم؛ وأدرك أن الميدان التعليمي لا يفرق بين معلم مجتهد ومهمل، إلا بتوقيع الحضور والانصراف، وهذا أمر محبط، خاصة أنهم ينتظرون وعود الوزارة برتب المعلمين التي مضت عليها سنوات وهي تحت وطأة الدراسات ولا تزال..!

@fwz14