يا معالي المواطن.. رفقا بمستثمري القطاع الخاص

الأربعاء - 27 ديسمبر 2017

Wed - 27 Dec 2017

قدر الله لثلة من البشر الانفكاك من الوظائف الحكومية، والانطلاق إلى العمل الحر الفسيح، رغبة منهم في تحسين أوضاعهم الاقتصادية، والتحرر من قيود العمل الحكومية.

ولكن سرعان ما تتكشف لهم الحقائق، وتظهر في طرقهم العوائق، وأن الأمر ليس كما في الحسبان، وما أفسده البشر لا يصلحه الزمان، ومعالي المواطن يطالب بخدمات أكثر رقيا، وأعلى جودة، وأقل سعرا!

يضاف إلى ذلك ما يواجههم -عند بدء العمل الحر- من ضغوط نظامية من جهات حكومية تتمثل في وجوب تنفيذ الاشتراطات، ودفع الرسوم والغرامات، وتغير الأنظمة، وتعدد القرارات!

أيها المستثمرون.. ينظر إليكم المواطنون بنظرات غير مشفقة، ويظنون ظنونا غير مدققة، لها ما يبررها، ويشعل نارها، ويتطاير شرارها!

فهم يظنون أنكم لا تدفعون رسوما ومستحقات دورية لجهات عديدة مقابل استمرار أعمالكم، ودعما للعاطلين من نسائكم ورجالكم! وأنه لا تعنيكم سعودة الوظائف والحفاظ على مستوى عال في (نطاقات) شركاتكم ومؤسساتكم حتى لا تعطل خدماتكم!

ولا يعنيهم - إن تأخرتم في سداد المستحقات - إغلاق أنظمة المعاملات الحكومية الخاصة بكم، وتعثر أعمالكم!

ويظنون أن بعضا منكم كان جزءا من منظومة الفساد التي أطاح بها عصر الحزم والعزم، وأن معاملاتكم تحاط بالسرية، وبعضا من حساباتكم تحط رحالها في البنوك السويسرية!

وأن تنفيذ المشاريع بمواصفات ومنتجات رديئة هو ديدنكم! وأن من أعاد سفلتة الشارع الصالح، أو العمل في حفريات تم إنهاؤها حديثا ليسوغ الحصول على أموال الصيانة.. كان منكم!

كما أنهم يشكون في أن من حصل منكم - بشق الأنفس- على قرض حكومي قد وضع كل ما يملك من أموال وشجر ومدر كضمان مرهون للصناديق الحكومية، ويظنون أنكم من الجيل الذي حصل عليها ولم يلتزم بتسديدها، ولم تلاحقه الجهات المقرضة بعد تقادم القرض، ومن تعثر منكم في سدادها سيلجأ إلى حيلة الإفلاس والحصول على حكم من قاضي الجن أو الناس!

ويعتقدون أن (دهن السير) هو سلاحكم مع مراقبي الجهات الحكومية ومفتشيها! وأنكم كنتم تماطلون في تنفيذ المشاريع، وتتعمدون تأخيرها عندما تتأخر أوامر صرف مستحقاتكم الحكومية!

وأن جشعكم مسلط على المواطن والمرابط، وأسعار منتجاتكم المقدمة إليهما ليست لها ضوابط، ولا تعترف بسقف السعر العالي والهابط!

أيها المستثمرون العصاميون (اصبروا وصابروا ورابطوا) فستقف إلى جانبكم برامج الرؤية 2030 بعد أن خذلكم الآخرون، وجال في سيرتكم الجائلون، وأكل من لحومكم الآكلون، وتقاذفتكم الأقدار، وأصبحتم من الأشرار، ما تعاقب الليل والنهار!

@asaud43