حسن علي العمري

حقوق الطفل.. مفهومها وماهيتها

الثلاثاء - 26 ديسمبر 2017

Tue - 26 Dec 2017

تضطلع الدول القانونية عبر سلطاتها بتبني عدد من الخطوات الإجرائية والموضوعية، سواء كانت اجتماعية أو قانونية، هادفة حماية فئة الأطفال في تلك المجتمعات، لما لذلك من آثار متعددة على بقاء نمو الأسر سليما باضطراد وبعيدا عن تشكل ونمو الاعتلالات النفسية أو السلوكية، سواء في مجال حماية هذه الفئة من الاعتداءات أو الاستغلال أو الإساءة لهم أو إيذائهم بكافة الصور أو الوسائل، وقد تنبهت أغلب دول العالم لخطورة تعرض هذه الفئام لأي نوع من أنواع المشكلات فنشأت تبعا لذلك كثير من الاتفاقيات الدولية والقوانين والمنظمات التي تمخض عنها إعلانات متعددة تتعلق بحقوق الطفل.

ولجميع الأطفال - دون استثناء - كامل الحق في التمتع بالحماية الكاملة من كل أنواع العنف، سواء كان هذا العنف لفظيا أو ماديا أو ما يمكن أن يؤدي إلى الاستغلال أو الإيذاء بأي صورة من الصور تحت أي مبرر كان، بغض النظر عن العمر أو الدين أو الجنس أو العرق، كما أن هناك فئات خاصة من الأطفال قد تتعرض لما يسمى بدوائر المخاطر العالية، وهو ما يحتم منحهم مزيدا من الاهتمام والعناية الخاصة كذوي الإعاقة أو مجهولي النسب أو الأيتام أو أطفال الأقليات العرقية الفقيرة.

وتزداد دوائر الخطر حول الطفل عندما يتعلق الأمر بظروفه الاجتماعية أو المعيشية، كأطفال الشوارع أو الإيداع في مؤسسات الرعاية أو دور الاحتجاز أو في المجتمعات المليئة بالبطالة والفقر والتسلط، وكان الطفل حينها ما زال في مراحل سنية مبكرة.

وقد طفا على السطح مؤخرا صور محزنة في مجتمعنا لأطفال مورست ضدهم صنوف مختلفة من العنف والإيذاء أو الاستغلال سواء من أشخاص تربطهم بهم صلة دم وعلاقة قربى – وهي الغالب الأعم - كالآباء والأمهات والإخوة، أو آخرين يعرفهم الطفل ممن هم ضمن دائرة تعاملاته اليومية كالمعلمين أو أمثاله من الأطفال في حدود عمره، وقد تتجاوز هذه الحالات إلى استغلال الأطفال سواء كان هذا الاستغلال تشغيلا أو اتجارا أو ترهيبا أو تعريضه للاستغلال الجنسي. إضافة إلى أن عدم مراعاة تلبية حاجات الطفل الأساسية هو نوع من أنواع الإساءة إليه، ويقع تحت طائلة القانون بالمساءلة والعقوبة.

وتؤكد كثير من الدراسات على أن كل ما سبق أو بعضه يؤثر بشكل أو بآخر سلبا على الصحة العامة للطفل، سواء كانت نفسية أو عقلية أو جسدية تظهر آثارها آنية أو مستقبلية، وتلقي تبعا لذلك بكثير من الظلال السلبية المتعددة على سير حياة الأطفال، لينشأ جيل معتل سقيم مريض خائف متردد مرتعش وممزق لا يتوقع منه أي مساهمة صحيحة في مجتمعه إذا ما علمنا أن اليد المرتعشة لا تبني تنمية ولا تحفظ أمنا.

1 الطفل هو كل إنسان لم يتجاوز الثامنة عشرة ما لم يبلغ سن الرشد بموجب القانون المنطبق عليه

2 الإهمال وعدم تلبية حاجات الطفل الأساسية وعدم استخراج وثائقه الثبوتية أو إتلافها ومنعه من التعليم أو تلقي التطعيمات الصحية هي نوع من أنواع الإساءة إليه وتقع تحت طائلة القانون بالمساءلة والعقوبة

3 يعد تعريض الطفل لأي إثارة جنسية بما في ذلك إظهار العورة أو المداعبة أو تعريضه لمشاهدة الأفلام أو الصور الإباحية من حالات التحرش الجنسي الموجبة للمساءلة

[email protected]