النضال بحمرة شفايف وتغريدة

الاثنين - 25 ديسمبر 2017

Mon - 25 Dec 2017

لا بد أن الوقت الحالي اختلف تماما مع فكرة النضال والمناضلة نحو قضية ما، الوقت تبدل الآن فلا يمكن أن نرى نضالا حقيقيا في ظل وجود عدد من وسائل التواصل الاجتماعي، في السابق ربما البعض ممن تستهويهم فكرة النضال، لا يهتمون بالهتاف والصياح بمجرد وجودهم في مكان ما وحملهم على الأعناق، أو حتى نشر صورهم هنا أو هناك، وأن يتكلم عنهم الآخرون بصورة شديدة الرمزية أقرب لأن يكونوا أشخاصا خرافيين.

مع تبدل الحياة بشكل عام منذ دخولنا إلى عالم التكنولوجيا الرقمية، حتى المناضلين تبدلوا، أو فكرة النضال تغيرت لتصبح هي «موضة»، مجرد إكسسوار يضيفه البعض وعلى الأخص لدى نون النسوة، التاريخ العربي يحفل بعدد من الأسماء لسيدات وثقن نضالهن تجاه القضايا الوطنية بكل صبر وعزيمة، من دون أن يكون في حينها الإعلام بهذه الجودة لكي يمطرهن بالهتاف والتصفيق، وهذا الأمر ليس جديدا على المرأة العربية، التي تقف مناصفة مع الرجل حتى في دعمها لقضايا شديدة الحساسية، وهي تعرف أنها من الممكن أن تزج في السجن لأعوام مديدة وحتى من دون محاكمة عادلة.

النضال هذه الأيام تغير شكلا ومضمونا، إنني أتحدث عن نضال المرأة تحديدا، قبل عام وأكثر ظهرت شابة حقوقية من إحدى دول الخليج، كانت قد كتبت تغريدات مسيئة بحق حاكم دولتها، وحينما تجاوزت سقف الحرية المسموح به في وطنها، تم القبض عليها ووضعها في السجن المركزي، خرجت بعد أيام بسيطة وظهرت على إحدى القنوات التلفزيونية، لتتحدث عن تجربتها في السجن، وتقول (ملابس السجن «بايخة» وعلى الأخص لكوني معلمة، والسجن ليس لنا وإنما للمجرمين فقط، وقد طلبت من إدارة السجن تلفزيون)، أي نضال هذا الذي تتكلم عنه هذه الشابة أو غيرها من المناضلات في هذه الحقبة الزمنية، لا يمكن لنا أن نطرح على مثل هذا النضال إلا أنه نضال الخمس نجوم، فأنت حينما تختار طريق النضال الحقيقي والمواجهة مع النمط الاعتيادي في مجتمعك، عليك أن تتحمل فاتورة اختياراتك، أن تكون مدركا بأنك لن تتزحزح ولو مقدار أنملة عن قناعاتك وفكرك الشخصي، وهذا ما يدفعني لكي أشير إلى إحدى الإعلاميات العربيات، التي أساءت إلى المملكة بإحدى تغريداتها، ورغم أن الإساءة واضحة تماما، إلا أنها كادت أن تصاب بجلطة حينما علمت بتوقيفها عن الظهور على الشاشة، إنها حتى حينما أرادت أن تعتذر، أشارت إلى أن أعداء النجاح هم من حوروا تغريدتها، هي أيضا تريد أن تكون في ركب المناضلات، ولكن بطريقتها الخاصة مع الكثير من التباهي، أشوية إكسسوارات وصورة وهي تركب إحدى الطائرات الخاصة و«سيبوني أعيش»!

أهم المناضلات العربيات

• جميلة بوحيرد (جزائرية) من مواليد 1935، قاومت الاحتلال الفرنسي وصارت رمزا للنضال والثورة، انضمت إلى جبهة التحرير الوطني في الجزائر، وألقي القبض عليها وعذبت قبل أن تحاكم

• سناء محيدلي (لبنانية)، ولدت في بلدة عنقون في جنوب لبنان في 14 أغسطس عام 1968، لقبت بعروس الجنوب وقد فجرت نفسها وهي في الثامنة عشرة من عمرها عام 1986 في آليات جيش الاحتلال الإسرائيلي

• لويزة أحريز أيغيل (جزائرية) تعرضت للتعذيب الوحشي والاغتصاب من المستعمرين لوطنها، صمدت وكتمت أسرار رفاق دربها من أجل تحرير الجزائر

• ليلى خالد (فلسطينية) من مواليد مدينة حيفا، مناضلة ضد الاحتلال الإسرائيلي، وهي أول امرأة تخطف طائرة شركة العال الإسرائيلية وحولت مسارها إلى سوريا، بهدف إطلاق المعتقلين

• آيات الأخرس (شابة فلسطينية) من مواليد 20 فبراير 1985، فجرت نفسها وهي في السابعة عشرة في أحد المراكز التجارية بمدينة القدس المحتلة في عملية استشهادية عشية عيد الأمهات عام 2002

SarahMatar@