تنمية الشخصية مهمة وطنية

السبت - 23 ديسمبر 2017

Sat - 23 Dec 2017

على مر الأزمان تسعى الشعوب الواعية بكل ما حباها الله من مكتسبات وقدرات على إعمار أوطانها، وتتنافس فيما بينها على ذلك، وكلما ازداد عدد الناجحين في الوطن كان مركزه متقدما في ركب الحضارة، واستحق التصدر عن جدارة، ونجاح الأفراد يأتي بتطوير الذات وتنمية الشخصية، ويكون ذلك بتوفر مجموعة من الإمكانات والمهارات المطلوبة، والاتصاف بصفات عقلية وجسدية وانفعالية واجتماعية معينة، وما يوازي ذلك أهمية وجود رؤية يتطلع الجميع لتحقيقها، وفي وطني تشكلت رؤية 2030 وهي: السعودية العمق العربي والإسلامي، وقوة استثمارية رائدة، ومحور ربط القارات الثلاث.

عندما يتحد العقل الجمعي لأفراد الشعب، وتتجه أفكارهم وطموحاتهم وآمالهم لتحقيق هذه الرؤية، يتحقق الشرط الأول والأهم من شروط تنمية الشخصية، وهو وجود غاية كبرى وهدف سام يراد تحقيقه، ولكي يظل الحماس مشتعلا وتبقى الهمة عالية، يتم العمل على تحقيق أهداف صغيرة محدودة يؤدي إنجازها إلى الاقتراب أكثر نحو تحقيق الرؤية، ومن شروط تنمية الشخصية القناعة التامة بحتمية التغيير والتطوير، فالحياة في حركة مستمرة دائمة، لا تنتظر القابعين في منطقة الأمان الموقتة، ومن المهم أن يستشعر الأفراد جمال انتمائهم للوطن، وأن يكونوا أهلا لتلك المسؤولية الملقاة على عواتقهم، وأن يتمتعوا بإرادة صلبة لا تلين ولا تنكسر، ومقدرة عالية على مواجهة التحديات والتغلب عليها.

عندما نتأمل شعوب تلك الدول المتقدمة، سنجد أنهم السبب الحقيقي في تطور أوطانهم ونموها وازدهارها، وذلك لأن أعدادا كبيرة من أفراد تلك الشعوب عرفت قيمة تنمية الشخصية، وجعلتها على رأس أولوياتها، فاليابانيون مثلا عندهم كلمة (كايزن) وتعني حرفيا (التحسين المستمر)، فهم في حالة مستمرة من التنمية والتحسين والتطوير، حتى إنهم يرددون فيما بينهم مقولة جميلة: إن لم يظهر شخص لثلاثة أيام فعلى أصدقائه أن يمعنوا النظر فيه بحثا عن أي تغييرات جرت له.

وفي الختام نجد أن أهمية تنمية الشخصية تأتي من حيث إنها: دعوة دينية، وضرورة دنيوية، وإضافة إنسانية، وقيمة مجتمعية، وبالطبع هي مهمة وطنية. يقول (كارليل): جميل أن يموت الإنسان من أجل وطنه، ولكن الأجمل أن يحيا من أجل هذا الوطن.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال