من خطب الجمعة

الجمعة - 22 ديسمبر 2017

Fri - 22 Dec 2017

أوصاف المؤمن

«إن من أوصاف المؤمن التي تبين حقيقة حاله، وتكشف عن نبل أصله وكريم خصاله، وصفه بأنه طيب، وكل امرئ منا يحب أن يوصف بذلك، ويكره ويبغض أن يوصف بأنه خبيث، بل وينفر من أن يكون من أهل هذا الطبع فإذا كان الأمر كذلك فما هي صفات الطيبين؟ وبأي شيء يتميزون؟ وكيف يعيشون؟

إن الإنسان الطيب هو الطاهر المطهر الذي يحرص على أن يتجرد من كل نقص ودنس يتطرق إليه ويخل بإيمانه، وينأى بنفسه عن التلبس بالجهل والفسق وقبائح الأعمال، وفي المقابل يتحلى ويتجمل بالعلم والإيمان ومحاسن الأعمال ويسعى في إصلاح نفسه وتقويمها وتكمليها، فطاب قلبه بمعرفة الله ومحبته، ولسانه بذكره والثناء عليه، وجوارحه بطاعته والإقبال عليه.

إن المؤمن طيب في كل شيء في أعماله وتصرفاته وتجواله وتنقلاته وفي حياته وبعد مماته، فإن سألتم عن نفس المؤمن فهي نفس طيبة».

فيصل غزاوي - المسجد الحرام

طريق الزواج

«ما فاز أحد في حياته وبعد مماته إلا بالتقوى، وإن سنة الله وشريعته جرت بأن يقترن الرجل بالمرأة بعقد النكاح الشرعي ليبنيا بيت الزوجية تلبية واستجابة لمطالب الفطرة والغريزة البشرية عن طريق النكاح.

إن طريق الزواج هو العفاف والبركة والنماء والطهر والرزق وصحة القلوب وامتداد العمر بالذرية الصالحة، وطريق الزنا هو الخبث ومرض القلوب وفساد الرجل والمرأة وذل المعصية وآفات الحياة والذهاب ببركتها والخلل في الأجيال والعذاب في الآخرة.

إن الزوجة بيت يحتضن الذرية ويحنو عليهم ويرعاهم ويعلمهم وأبوة وأمومة تعد الأجيال للقيام بأعباء الحياة ونفع المجتمع ورقيه في كل شأن، وتوجه إلى كل خلق كريم، وتمنع من كل خلق ذميم، وتربي على الصالحات للدار الآخرة والحياة الأبدية، ويقتدي الصغير بما يرى فيتأثر بما يشاهد ويسمع، حيث لا قدرة له على قراءة التاريخ وأخذ العبر منه والقدوة، لذا فإن عقد الزواج هو ميثاق عظيم ورباط قوي وصلة شديدة».

علي الحذيفي - المسجد النبوي