آلاء لبني

ديكتاتورية السياسة وازدواجيتها

الخميس - 21 ديسمبر 2017

Thu - 21 Dec 2017

أعلن ترمب تحقيق وعوده بنقل سفارة بلاده للقدس والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل، ترمب لم يأت بشيء جديد فقد اعترفت الولايات المتحدة الأمريكية 1995 بالقدس عاصمة لإسرائيل، وكل الحقبة السابقة كان الرؤساء السابقون يوقعون على تأجيل نقل السفارة، وذلك حفاظا على جهود السلام، وأتى ترمب ليتبناها بوفائه بالوعود! (مصلحة الولايات ومساعي السلام). تحدث ترمب برؤية تاريخية عن القدس يبرر فيها أحقية إسرائيل بها، وأنها تمثل قلب الديموقراطية! كل ما نراه من التعدي واعتقال الشبان والاستيلاء على الأراضي المقدسية يسمى قلب الديموقراطية الظالمة الغاصبة! سياسة ترمب ازدواجية تجمع اتجاهات متضادة لا يمكن الجمع بينها، كما ذكر أن أمريكا ملتزمة بتحقيق مسار السلام والصفقة! (الولايات المتحدة الأمريكية تدعم حل الدولتين إن وافق عليه جميع الأطراف).

الله أعلم أي الأنفاق المظلمة التي ستسير فيها القضية الفلسطينية مع سياسة ترمب، صفقة ومكاسب للسلام والحدود! وهل وافق الفلسطينيون على انتزاع القدس ومخالفة القرارات الدولية!

الاتحاد الأوروبي رد بالرفض على قرار ترمب واعتبره ضربة لعملية السلام، واستقبله المتظاهرون أمام مقر الاتحاد الأوروبي برفض الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وبشعارات الدفاع عن قضية فلسطين، وذكرت موغيريني «أعلم أن رئيس الوزراء نتنياهو أعرب عدة مرات عن توقعه بأن الآخرين سوف يتبعون قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وينقلون سفاراتهم إلى القدس». «يمكنه أن يتوقع ذلك من الآخرين، إلا أن هذا لن يحدث من جانب الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي».

الكثير من ساسة الأمم المتحدة والسياسيون سابقا يعولون على تمثيل السياسة الأمريكية في القضية الفلسطينية ودورها في محادثات السلام الذي يعكس مكانتها في الديموقراطية والعدالة والحرية! العجيب أن تاريخ السياسة الأمريكية يعكس دوما دورها الذي يخدم نفوذها. فمن أين أتى الاستغراب؟! أتساءل هل يقرؤون التاريخ؟ ماذا حل بالعراق؟ كل الفتن والويلات والدمار الذي بدأ بأكذوبة المعلومات الخاطئة بحيازة العراق للأسلحة النووية!

من يحلم بأسطورة الحرية والعدالة ولا يرى حقيقة العالم من حوله! هل يعرفون حقا معنى موازين القوى في العالم ومن يديرها؟ ضاعت أحلام عباس بأن يكون ترمب سببا لإحياء عملية السلام برعاية أمريكية! تفاؤل عباس بترمب مع أنه كان شديد الوضوح إبان الانتخابات بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس! ورد فعل عباس تجاه الإعلان أضعف من أن يناقش!

وضعنا الإسلامي العربي الأكثر ضعفا هو ما جعل حلم اليهود من سبعين عاما يطلق على لسان ترمب، أين ما نولي وجوهنا هناك رائحة الدم القاني وبيوت مدمرة وأشلاء ممزقة، كتمزق خارطة طريقنا! السؤال ما هو شكل المراحل القادمة في ازدواجية المفاوضات بمنطقة الشرق الأوسط التي سمحت لأمريكا بأن تكون راعية لمحادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين لسنوات طويلة، لترجح كفة العدالة دوما مع الصهاينة بالمناورات والمفاوضات، وقد أظهرت للعالم انحيازها المطلق في 2014 لإسرائيل باستخدامها حق الفيتو بهدف وقف دعم مشروع القرار الذي يقر بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967!

الإسرائيليون مهما اختلفوا يعملون نحو تحقيق أهدافهم باغتصاب ما ليس لهم، وفي إحكام السيطرة على القدس الشريف وكيانهم المزعوم منذ سبعين عاما، فرح وسعادة نتنياهو لم يمنعا اليهود من التظاهر ضد فساده (مسيرة العار) والمطالبة باستقالته. بينما نحن نكتب وننمق الكلمات، والصهاينة يتحكمون بمن يدخل الأقصى بسحب الهوية للمزيد من التعسف والظلم وذريعة لتسهيل الاعتقال، الصور أبلغ ألف مرة من الكلمات حين يقتاد العشرات شابا صغيرا من أبواب القدس نعرف كيف تكون ديكتاتورية المغتصب ديموقراطية في عين ترمب.

يا ترى هل سنشهد لم شمل البيت الفلسطيني واجتماع كلمته، والتركيز على تحويل مصادر القوة والحقوق الضائعة إلى طاقة مؤثرة ضاغطة في البيئة الدولية.

Alalabani_1@