مسجد الفتح بالجموم هل تستقطبه السياحية؟

الخميس - 21 ديسمبر 2017

Thu - 21 Dec 2017

قد تتداخل في ذهن القارئ معارف شتى وهو يتأمل مسمى مسجد الفتح، وتتشابك في ذهنه قائمة طويلة من المساجد التي أخذت هذا الاسم حقيقة أو مجازا، ولكننا سوف نختصر له قدرا من التشابك، فما نقصده هو مسجد الفتح بمحافظة الجموم، أو كما تسميها كتب التراث الإسلامي المتقدمة (بطن مر)، هذا المسجد الذي تشرف بمرور جيش المسلمين بقيادته صلى الله عليه وسلم كما نص المؤرخون، وهو اليوم قائم في مكانه يأسرك بذكراه الجميلة العطرة عندما مرت به جحافل المسلمين في طريقهم لفتح مكة (فتح الفتوح).

ما زال هذا المسجد عامرا اليوم بالمصلين ويؤمه الزوار كثيرا ومع كل فرض تقريبا، ولكنه يحتاج إلى كثير من التوثيق والضبط المنهجي، فما كتب عنه في الغالب كتابات إعلامية لم ترق لمستوى التوثيق المنهجي.. ولا شك أنه ضمن مواقع التاريخ الإسلامي الجديرة بالتوثيق والتثبيت، وهناك برنامج وطني اليوم تقوم عليه هيئة السياحة والتراث الوطني يتركز حول العناية بمثل هذه المساجد وتطوير جاذبيتها السياحية، ولا ينقصه اليوم شيء أبدا، فعمقه الأثري ضارب في جذور التاريخ الإسلامي، وقيمته الثقافية لا تقل عن ذلك، وقابليته ممتازة للتطوير، فأتمنى من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أن تخصه بقدر من التوثيق التاريخي والأثري حتى تتكامل صورته في ذهن الزائر، فكثير من زواره اليوم لا يعلمون عنه سوى الكتابات الإعلامية اليسيرة التي تبثها الفضاءات الرقمية، وهي لا تفي بقيمته التاريخية الحقيقية. ومن أهم مرتكزاته العلمية ما سطره البلدانيون مثل الأزرقي الفاكهي وتقي الدين المكي والنجم بن فهد وغيرهم كثر من المؤرخين ممن وثقوا الأمكنة الإسلامية، وربما يجد الباحث بعض الملتقطات الفخارية، وأظنها متوفرة حول المسجد اليوم، ومن خلالها يستطيع أن يقدم بعض الملامح الجيدة.

فهل تتمكن هيئة السياحة اليوم من توثيقه وتثبيت أثريته؟