الأطفال والسوشيال ميديا

السبت - 16 ديسمبر 2017

Sat - 16 Dec 2017

«أطفال بلا طفولة.. من المسؤول»؟! سؤال طرحه الكثير من الناس، بالتأكيد الأم أولا، ثم الأب، ثم الإخوة الكبار، ومن ثم المدارس.

عزيزتي الأم، بعيدا عن دور وأهمية الأب في تربية الأولاد، أنت المسؤول الأكبر والأهم في تربية أولادك، ولك القدرة على تحمل أطفالك وتربيتهم إلى أن يصبحوا في عمر الشباب، وإلا لما وضع الله سبحانه وتعالى الجنة تحت قدميك. قد نرى أما تربي أبناءها بلا أب، ولكن من الصعب أن نجد أبا يربي أبناءه بلا أم، وفي قول الله عز وجل «والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين» بدأ بالزوجة، لأن في صلاحها صلاح الذرية.

‏ أيتها الزوجة أرجوك قبل أن تفكري في إنجاب طفل ثقفي نفسك في تربية الأطفال، وكيفية التعامل معهم وحسن تربيتهم وحقوقهم وواجباتهم، فتربية الأطفال علم كأي علم آخر يجب أن نثقف أنفسنا فيه ونقرأ عنه، وهناك مقالات عدة في تربية الأطفال والطفولة.

مع الأسف ‏أصبح لدى مجتمعنا ظاهرة استعراض أطفالهم وقتل طفولتهم أمام الكاميرا وجمع المتابعين للأطفال بحجة الشهرة، وهو بالأصح استغلالهم من أجل المال، فحب الشهرة والمال معا سمح لهم بالتضحية بأطفالهم ودفن طفولتهم وبراءتهم، فحساباتهم تدار في مواقع التواصل الاجتماعي من قبل أحد أفراد الأسرة، والذي مع الأسف غالبا ما يكون أحد الوالدين، دون مراعاة لعقبات هذه الشهرة على أنفس الأطفال وتحملهم للنقد والسب والشتم من قبل المتابعين في بعض الأحيان. والطفل ليس صاحب قرار ولا يحق للوالدين اتخاذ قراراتهم عنهم فيما يخص مستقبلهم.

هل فكرتم كيف سيتعامل هؤلاء الأطفال مع الشهرة مستقبلا؟

في السوشيال ميديا البراءة انطفأ بريقها للأسف.. تصوير، رقص، عري، ألفاظ مبتذلة، وما إلى ذلك.. ‏وكل ذلك ينحدر تحت بند «التطور».

الطفل المشهور لا يعيش طفولته بشكل طبيعي، وقد يزرع به ذلك نوعا من الغرور على التلاميذ والمعلمين، وقد ينسى حلمه وماذا سيصبح عندما يغدو كبيرا، واستغلاله من أجل المال مثل الذي يشحذ بطفله بالشوارع.

«أولادكم عندكم ودائع، قد وصاكم الله عليهم، لتقوموا بمصالحهم الدينية والدنيوية، فتعلمونهم وتؤدبونهم».‏

وإن سمحت لطفلتك بالتبرج والرقص والتصوير لأناس في عمر صغير، حتى ولو كان الأمر على سبيل المرح، فأنت تزرعين داخلها فكرة أن هذه التصرفات لا بأس بها، وسوف يؤثر عليها ذلك سلبا في عمر المراهقة، ومن الصعب إعادة التأهيل والتربية في الكبر «ربوا البنات على الفضيلة إنها في الموقفين لهن خير وثاق وعليكم أن تستبين بناتكم نور الهدى وعلى الحياء الباقي».

ولعل التوعية هي البداية الصحيحة لاقتلاع أي ظاهرة سلبية في المجتمع تؤثر على سلامة عقول وقيم أطفالنا بشكل خاص، وبقية فئات المجتمع بشكل عام، لذا فإن مسؤولية توعية الأطفال بمخاطر استخدام السوشيال ميديا تقع بشكل أكبر على الأسرة، فهي نواة المجتمع.

‏والشكر لخالد أبا الخيل المتحدث الرسمي لوزارة العمل والتنمية الاجتماعية الذي غرد «أرجو الإبلاغ عن أي استغلال للطفل أو الطفلة بغرض التكسب أو الشهرة من خلال الرقم (1919)».

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال