القضية الفلسطينية في قلب الملك سلمان

السبت - 16 ديسمبر 2017

Sat - 16 Dec 2017

استنكرت المملكة العربية السعودية ومعها دول العالمين العربي والإسلامي والمنظمات الإسلامية إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، وقد أعلنت الدول الإسلامية بأن هذا الإعلان غير مبرر وسيؤدي إلى تداعيات خطيرة على استقرار المنطقة والعالم لما يمثله من ميل واضح باتجاه أحد طرفي النزاع، وهو الطرف المعتدي والمغتصب للأراضي العربية ضد الطرف الآخر وهو صاحب الأرض ويمثل الحق والأرض وعدالة القضية.

لقد دأبت المملكة منذ احتلال الكيان الصهيوني للأراضي الفلسطينية العربية على وقوفها الصامد والثابت مع أشقائها الفلسطينيين، وظلت القضية الفلسطينية تمثل الهاجس الأول والأكبر لدى مؤسس البلاد جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – رحمه الله -، كما حمل أبناؤه الملوك البررة من بعده وصية والدهم، وحملوا عبء هذه الأمانة الإسلامية دون أي تقصير، ففي عام 1948، أو ما يسمى بعام النكبة، استنهض الملك عبدالعزيز كل قواه المادية والمعنوية لدعم القضية الفلسطينية وعلى كافة الأصعدة السياسية والمالية والعسكرية، فشاركت قواته العسكرية مع القوات العربية الأخرى ضد الاحتلال الصهيوني للبلاد العربية ومقدساتها الإسلامية.

لقد أثبتت المملكة أن القضية الفلسطينية هي صلب اهتماماتها الخارجية بالقول والعمل، منذ عهد المؤسس وحتى العهد الميمون، عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، والمملكة تحمل تاريخا مشرفا وناصعا في وقوفها الصامد مع أشقائها الفلسطينيين، ولا يضرها النعيق الباهت في بعض وسائل الإعلام المحسوبة على جهات امتلأت أفئدتها واكتظت بحقدها على نجاحات المملكة وسؤددها في المحافل الدولية ومكانتها السامية في قلوب المسلمين.

فلو تحدثنا عن الدعم السياسي الذي قدمته المملكة للقضية الفلسطينية فهو دور بارز يتمثل في تعزيزها المادي والمعنوي في صمود الشعب الفلسطيني أمام مراحل العدوان المختلفة عبر تاريخ الاحتلال الصهيوني للأراضي العربية، وأمام تعقد الأمور السياسية وصمت العالم تجاه ما تقوم به إسرائيل من اعتداءات وانتهاكات ضد الفلسطينيين، اقترح الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز (رحمه الله) وكان وقتها (وليا للعهد) مشروع سلام متكاملا يمثل حلا للقضية الفلسطينية وإنهاء الصراع العربي – الإسرائيلي، وقد تبنت الجامعة العربية مشروع الملك عبدالله في قمة بيروت في العام 2002، ولكن وللأسف الشديد قوبل بالرفض من قبل قوى العدوان الصهيوني الإسرائيلي.

وطيلة تاريخ القضية الفلسطينية والممتد لحوالي سبعة عقود والمملكة تبذل جهودها الحثيثة والمستمرة، وتقوم باتصالات مكثفة مع دول العالم الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية بإداراتها المتعاقبة بالضغط على دولة الاحتلال وإلزامها بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية التي تنص على الانسحاب الكامل من كافة الأراضي المحتلة منذ عام 1967.

لقد أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان في خطاباته المتكررة ودعواته المتعددة على حق الشعب الفلسطيني في بناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وحق هذا الشعب المظلوم في نيل حقوقه الإنسانية وعدم الاعتداء عليه تحت أي ذريعة من الذرائع التي تنتهجها سياسة الاحتلال الصهيوني. كما أكد الملك سلمان وفي أكثر من محفل دولي أن سياسة المملكة العربية السعودية هي الوقوف الكامل مع الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة في استقلاله والتصدي التام للتوسع الاستيطاني غير المشروع في الأراضي العربية المحتلة.

وقبل شهور عدة، أقدمت قوى الاحتلال الصهيوني على إغلاق أبواب المسجد الأقصى أمام المصلين المسلمين، فأجرى خادم الحرمين الشريفين اتصالاته الحثيثة مع كبار زعماء العالم الإسلامي والدول الغربية الصديقة حتى استطاع وبجهوده المباركة إقناعهم على التحرك ضد التعسف الصهيوني أمام المسلمين مما أدى إلى إجبار سلطات الاحتلال الصهيوني على فتح أبواب المسجد الأقصى أمام المصلين المسلمين.