محمد حطحوط

نحتاج نسخة إنجليزية من سعود القحطاني

السبت - 16 ديسمبر 2017

Sat - 16 Dec 2017

الزميل سعود القحطاني استطاع بجهد مذهل وعمل دؤوب أن يوحد الجبهة الإعلامية الداخلية للسعودية، ويقود حملة قوية ضد خصوم المملكة في كل مكان. المستشار القحطاني الذي يشغل منصب المشرف على مركز الدراسات والشؤون الإعلامية في الديوان الملكي ورئيس اتحاد الأمن الالكتروني والبرمجيات، أثار الجدل بتغريدات فيها لغة حادة، وتحمل صوتا جديدا للسعودية لم يكن معروفا في العقود الماضية، وهي دون شك محل جدل ونقاش عريض في الساحة الثقافية، وكتب عنها القحطاني في تويتر قائلا (بعض الإخوة يلومني على ما يراه من شدة بالعبارة لكن لكل مقام مقال. والحديث هذه الأيام يحتاج لهذه اللغة. ولو رجعتم لتغريداتي قبلها لما وجدتم ذلك).

ولكن كما قلت، ما زال جهد معالي المستشار على الجبهة الداخلية، وهذا جهد يحتاجه الوطن، وكان الله في عون من تولى هذا الملف، ولكن ما زالت هناك حاجة ماسة جدا لنسخة سعود القحطاني (الخارجية). بحكم متابعة شخصية للصحف الأجنبية وما تكتبه عن المنطقة والسعودية تحديدا، لم أشاهد خلال الاثنتي عشرة سنة الماضية حملة شرسة ومنظمة ضد المملكة شعبا وقيادة كتلك التي رأيتها في السنتين الأخيرتين، حملة مسعورة مأجورة، ولكنها ضعيفة في محتواها، فغالبا تعتمد على الإشاعات والأكاذيب، ولكن سبب حضورها الطاغي وتأثيرها العالمي هو ضعفنا في تفنيدها وغياب صوتنا عالميا. صحيح هناك حسابات باللغة الإنجليزية اليوم، لكنها مع الأسف ما زال محتواها موجها للجبهة الداخلية، ومتابعوها من السعودية.

الوطن اليوم يمر بمرحلة حساسة لا مجال للمجاملة فيها: هناك ثلاثة ملايين خبر صحفي نشر عن السعودية فقط خلال الفترة الأخيرة حسب إحصائية العم قوقل. ما هي جهودنا في مواجهة هذا السيل من الأكاذيب؟ هذا ملف يحتاج متخصصين وفريقا منظما لإدارة سمعة السعودية عالميا.

متخصصون يخبرونك أن حسابا عن السعودية باللغة الإنجليزية في تويتر غير فاعل في أوروبا لأن الفيس بوك هو الطاغي، ولهذا يتوجب أن يكون حضورك في المكان الذي تتواجد فيه الفئة المستهدفة. روسيا متميزة في استخدام فيس بوك داخل أمريكا لخدمة قضاياها والترويج لأخبارها والدفاع بشكل ذكي وغير مباشر عن قضاياها. (يرجى مراجعة مقال التسويق أخطر مما تتوقع لتفاصيل أكثر عن الدب الروسي الأحمر).

هناك 350 ناديا سعوديا اليوم في أمريكا مقتصرة أعمالها على حفل في عيد الفطر والأضحى. 350 ناديا في أكبر وأضخم الجامعات الأمريكية تستطيع بإشارة واحدة إقامة فعاليات تقدم الصورة الحقيقية عن السعودية، وإحداث أثر يصل صداه للملايين. وعندما تعرف أن اللوبي الإسرائيلي نشط جدا في حرم الجامعات تعرف السبب، من يكسب الشباب - في أي دولة في العالم - يكسب المستقبل! هناك عشرات الجمعيات ومئات المنظمات الغربية التي يجمعها مع الخارجية السعودية الكثير من النقاط المشتركة، ولكنها غير مستغلة. جمعية (بنك) النسوية الأمريكية الفاعلة في حقوق الأقليات، أتابعها من سنوات، وكانت معتدلة حتى دخلت إيران على خط المنظمة، وبدأت بالتغلغل حتى أصبحت صدى لإيران. مرة أخرى ليس لقوة حجة الخطاب الإيراني فهو مكروه وبغيض، ولكن لغياب الصوت السعودي المعتدل. لا يمكن أن تقوم وزارة الخارجية لوحدها بهذا الملف. تحتاج لمئات المتطوعين وعشرات المجموعات الشبابية الوطنية التي تؤمن بهذه الرسالة وتنافح لأجلها.

انتهت المساحة المخصصة هنا.. ولكن كسعودي يعيش موقتا خارج الوطن ويتجرع كأس القهر اليومي من الإساءة لوطنه: افتحوا المجال للسعوديين ليقدموا السعودية للعالم. حتى تصل للملحقية الثقافية أو السفارة.. تحتاج عشرات المكالمات ومئات الوساطات لتقول: الوطن يهاجم على مدار الساعة. هذا المنصب - لأنه يخاطب عقلية غربية منطلقاتها مختلفة تماما - يحتاج شخصا بحرارة سعود القحطاني ومنطقية عادل الجبير، وكل عام ووطني الذي أحب أرق وأرقى.

• 3 ملايين خبر صحفي نشر عن السعودية خلال الفترة الأخيرة حسب إحصائية قوقل، ما جهودنا في مواجهة هذا السيل من الأكاذيب؟

• ضعفنا في تفنيد الحملات الإعلامية المسعورة المأجورة التي تعتمد على الإشاعات تسبب في حضورها الطاغي

• هناك 350 ناديا سعوديا في أكبر وأضخم الجامعات الأمريكية تستطيع تقديم الصورة الحقيقية عن الوطن وإحداث أثر يصل صداه إلى الملايين

• نحتاج متخصصين وفريقا منظما يخبرونك أين ينبغي أن يكون حضورك في المكان الذي تتواجد فيه الفئة المستهدفة

@mhathut