نقاد: خصوم «زائرات الخميس» لم يقرؤوا صفحة واحدة منها

السبت - 16 ديسمبر 2017

Sat - 16 Dec 2017

nnnnnnnu0645u0646 u0627u0644u0646u062fu0648u0629                                          (u0645u0643u0629)
من الندوة (مكة)
أثارت ندوة «الروايات غير الأخلاقية بين رأيين» نقاشا نقديا حول المعايير التي يتم بموجبها الحكم على الأعمال الأدبية من وجهة نظر قيمية، فيما طالب متحدثون بدراسة ظاهرة الرقيب المجتمعي التي ظهرت بشكل خاص خلال الفترة الماضية مع منع رواية (زائرات الخميس) لبدرية البشر، مشيرين إلى أن منتقدي الرواية لم يقرؤوها، بل إن بعضهم ليس متأكدا من أن الصفحة التي تم تداولها كمسوغ للمنع كانت موجودة في الرواية أصلا.

وخلال الندوة التي استضافها أدبي الرياض أخيرا، قال الدكتور معجب العدواني إن كتبا مثل مؤلفات الجاحظ وألف ليلة وليلة كانت ستتعرض لمقص الرقيب لو أنها صدرت في وقتنا الراهن، مؤكدا أن هوية الروائي يجب أن لا يكون لها دور في عملية تلقي النص، مضيفا «النظرة إلى الفن يجب أن لا تتجه نحو المضامين وإنما إلى التركيب واللغة».

العدواني أكد على أهمية دور القراء في تأويل الأعمال الأدبية كجزء من التفاعل الطبيعي معها، وانتقد ناشرين يطلبون من الروائيين تغيير مسار أعمالهم نحو اتجاهات مستفزة أخلاقيا ومجتمعيا لأهداف تسويقية، رغم تأكيده على أن الرواية لا يجب أن تكون نصا مثاليا، حيث يرى أن هذا يتعارض مع دورها المفترض في الكشف عن جميع مظاهر الحياة، ويتساءل «كيف للروائي أن يوجد الصراع في الرواية دون وجود قوى الشر فيها؟».

فيما ناقش الدكتور خالد الرفاعي حالة التلقي الجماهيري، مؤكدا أن كثيرا من الأوصاف التي يتم إطلاقها على الروايات غير موضوعية وتنطلق من تفاعل انطباعي خاضع للظرف الاجتماعي متورط بإلغاء عنصر النسبية في الأدب وبتأطيره للرواية في زاوية أحادية رغم أنها عمل متعدد الزوايا.

وهذا لا يعني حرمان القارئ من أن يقول رأيه في أي عمل أدبي أو فني كما يرى الرفاعي الذي يربط تراجع حدية التفاعل بفهم متطلبات التجربة الروائية والتخلي عن تبعية الرأي، ويضيف «التفاعل مهم ويجب أن ننظر له بإيجابية وأن يأخذه النقاد على محمل الجد، الرواية وجدت لتكون فوق الأسقف لا تحتها، ولكل مجتمع مساحات متوترة ليس من السهل أن يدخلها الروائي دون ثمن».

وقالت الدكتورة منى المالكي إن أغلب الروايات تواجه حكما اجتماعيا لا فنيا، والغريب أن المجتمع يتقبل في الإرث الشعبي الكثير من المضامين التي يصنفها غير أخلاقية حين تأتي في الرواية، في حين أفاد الدكتور حسين الحربي أن رواية بنات الرياض (بيضة ديك)، وإقحام مشاهد جنسية لا تمت بصلة إلى المعمار الروائي هي أسهل طريقة للشهرة.

وأشارت الدكتورة عزيزة المانع إلى أن الأخلاق ليست مختزلة في الدين والجنس فقط، هناك الكثير من القيم الأخلاقية التي لا يتوقف عندها أحد.

ارتفاع الوعي

«الانفتاح الإعلامي أسهم في ارتفاع الوعي ونضج التفاعل، فقد تراجعت موجة اتهام الكتاب، وبعد أن كنا نرى موجة الرفض وحدها أصبحنا نرى جمهورا يرفض القراءة الرافضة».

خالد الرفاعي

الكتب الممنوعة

«الرقابة مكسب للكتب الممنوعة، ولو كنت مستشارا لوزير الثقافة والإعلام لآثرت ألا يمنع أي كتاب ولتركت للقراء أن يحددوا صلاحية الإصدارات من عدمها».

معجب العدواني