من خطب الجمعة

السبت - 16 ديسمبر 2017

Sat - 16 Dec 2017

دعم المملكة للقدس

«إن في قلب كل مسلم من قضية فلسطين جروحا دامية، وفي جفن كل مسلم من محنتك عبرات هامية، وله بإسلامه عهد لفلسطين من يوم اختارها الباري للعروج إلى السماء ذات البروج، فإذا كان حب الأوطان من أثر الهواء والتراب، والمآرب التي يقضيها الشباب، فإن هوى المسلم لك أن فيك أولى القبلتين، والمسجد الأقصى الذي بارك الله حوله.

الخطوة التي اتخذت أخيرا لتكريس احتلال القدس، لن تنتج إلا مزيدا من الكراهية والعنف، وستستنزف كثيرا من الجهود والأموال والأرواح بلا طائل، ومضادة للقرارات الدولية، وهي قرار يثير المسلمين في كل مكان ويسلب الآمال في التوصل إلى حلول عادلة.

إن على المخلصين من أمة الإسلام وعلى العقلاء من قادة العالم أن يتداركوا ما يجري من مسلسل التجاوزات والاعتداءات على الأرض والإنسان، وممتلكاته التراثية والدينية، والمعالم الإسلامية، والحفريات الأرضية التي تنخر أساس مسجد عظمه الأنبياء، وقدسه رب السماء.

قضية فلسطين ليست قضية شعب أو عرق، أو حزب أو منظمة، بل قضية كل المسلمين، ولقد كانت دوما تستجيش ولاءات المسلمين لبعضهم، تجمع كلمتهم وتوحد صفهم وهي عنوان تلاحمهم وترابطهم ومحل اتفاقهم، ولا يجوز أن تكون مثارا لتبادل الاتهامات وتكريس الخلافات، ولا أن تستغل لإسقاطات وتصفية حسابات، وإن العدل يقتضي أن نقول إن الفلسطينيين عموما والمقادسة خصوصا قد ضحوا تضحية عز نظيرها، فقد عاشوا أطول احتلال في هذا العصر، وهم متمسكون بأرضهم متشبثون بها، مرابطون على الأكناف بلا أسلحة إلا الحجارة والهتاف، ومنذ أكثر من 70 عاما وقراهم تتعرض لمجازر ومذابح، وذلك لإرهابهم وتهجيرهم، فما زادتهم الأحداث إلا ثباتا.

دعم المملكة المستمر لقضية القدس، ومواقفها الثابتة على مر العصور، وسعيها بكل جهد من أجل حصول الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه التاريخية، فقد دعمت ولا زالت تدعم القضية الفلسطينية وتقف إلى جانب الشعب الفلسطيني دائما، وتعمل لنصرة قضية القدس التي آمنت بها بصفتها قضية المسلمين الأولى في جميع المحافل الدولية، والواجب على الإعلام العربي أن يقوم بدوره في إبراز هذه القضية فهي قضية العرب الأولى».

صالح آل طالب - المسجد الحرام

وقفات مشرفة

«إن قضية المسجد الأقصى هي القضية الكبرى التي تعيش في أعماق كل مسلم‏، فهي أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى سيد الثقلين، كما ‏أنها القضية الأهم حاضرة لا تغيب عن كل فرد أو مجتمع مسلم مهما عظمت التحديات ومهما بلغ بالمسلمين من الأوضاع المزريات.

إن القدس وما تحويه أرضها والمسجد الأقصى قضية عقدية عند المسلمين، ورباط تاريخي عميق لا ينسى ولا يمكن بأي حال محوه من الذاكرة الإسلامية، لأنه رمز من رموز هوية الأمة وأس من أسس ثوابتها ومقدس من مقدساتها.

إن بلاد الحرمين حكاما ومحكومين لهم في كل وقت وحين الوقفات المشرفة والجهود النيرة مع كل قضية إسلامية وعربية، ولا سيما قضية فلسطين، فمواقف هذه البلاد وحكامها مع قضية فلسطين ثابتة لا تتزعزع، وهي موضوعة في أسس وأولويات جهودها بشتى الوقفات المرتقبة، ولا سيما الاقتصادية والسياسية، ولا بد من الإشادة برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وما يشهده العالم من اهتمام بمواصلة هذه المسيرة بصفتها قضية إسلامية قبل أن تكون عربية، وتراها هذه البلاد مسؤولية وتدين بها لربها، وتتشرف بها بحكم رسالتها الإسلامية ومكانتها العالمية، وحينئذ لا مكان لمزايدة مكابر على جهود هذه البلاد، وعلى كل جاحد ومتخبط ومشكك من بني جلدتنا نحو جهود هذه البلاد أن يتقوا الله، وأن يعلموا أن هذه الحملات المسعورة التي تمس بلاد الحرمين إنما تمس حاضرة الإسلام وحاملة لواء الدفاع عنه، وليعلموا أنهم بهذه الحملات إنما يخدعون أنفسهم ويمكرون بأمتهم، قال تعالى (يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون)، وليعلموا أن المسيرة الخيرة لهذه البلاد محورها إسلامي لا يزيد بمدح مادح ولا جفاء وإجحاف حاقد متربص والله من وراء القصد».

حسين آل الشيخ - المسجد النبوي