القضية الفلسطينية.. ثابت كوني

الخميس - 14 ديسمبر 2017

Thu - 14 Dec 2017

لا يختلف اثنان على كون «القدس» عاصمة أزلية وثابتة لفلسطين، وحرما ثالثا لكل المسلمين، فهذا «كالثوابت الكونية» التي لا يمكن إطلاقا إنكارها فضلا عن الخوض فيها بالنقاش، إذ لا مجال هنا للحياد والمناطق الرمادية. كان الكيان الصهيوني وما زال يتمدد على خارطة فلسطين ككائن طفيلي بغيض ومنبوذ يحاول عبثا امتصاص تاريخية المكان وقداسته وأحقية أهله به. زهاء سبعين عاما والجسد الفلسطيني يقاوم هذا الكائن الخبيث، سنوات من الحروب والصراعات والمعارك السياسية والدبلوماسية كان آخرها مباركة ترمب لقرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس. ترمب الذي وضع نصب عينيه «مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط» بعد قمة الرياض التاريخية التي أكدت مخرجاتها على إطفاء الحرائق في المنطقة يجد نفسه الآن يتخذ قرارا معاكسا لما أقره سلفا، قرار كهذا سيفضي إلى المزيد من الحرائق والمزيد من التعقيدات في المنطقة، سواء كان ترمب يسعى إلى المزيد من المكاسب السياسية والأنصار قبل فترته الانتخابية الثانية باستمالته لليهود أم لا ، فلقراره انعكاسات سلبية جمة. ويبدو أن الإدارة الأمريكية تدرك هذا جيدا، إذ جاء تصريح وزير الخارجية ريكس تيلرسون «الوضع النهائي للقدس سيتم تحديده بين الفلسطينيين والإسرائيليين» كمحاولة سياسية خجولة لامتصاص الغضب العارم. لم تقف الأمور عند هذا الحد، فعلى الصعيد العربي، وعوضا عن توجيه طاقة الكراهية ضد الكيان الصهيوني فوجئنا بها تتوجه من بعض الأطراف ناحية المملكة العربية السعودية! الدولة التي ترفض تماما حكومة وشعبا العلاقات من أي نوع مع الكيان الصهيوني وتحاربه بكل ما تحمل من ثقل سياسي واقتصادي. لم تقم المملكة بالمتاجرة بالقضية الفلسطينية وبيع الأوهام كما تقوم إيران وأذنابها في المنطقة باستخدام اسم «القدس» كما في «فيلق القدس» الذي لم يقدم للقدس شيئا سوى تدنيس اسمها بالمجازر الدموية في الأراضي السورية وغيرها. كان للمملكة أفعالها الظاهرة التي تتحدث عنها بوضوح، في حين تركت للبعض الصراخ والشعارات الزائفة. إن ما يحدث من محاولة لشق الصف العربي - العربي عبر محاكمة النوايا والتخوين الذي يمارس جهرا في مواقع التوصل الاجتماعي وبعض القنوات الإعلامية لن يخدم سوى العدو.. والعدو فقط.