بندر السالم

أنا في عجلة من أمري

الخميس - 14 ديسمبر 2017

Thu - 14 Dec 2017

في حواره مع الصحفي الأمريكي المخضرم توماس فريدمان الذي نشر في صحيفة (نيويورك تايمز) كانت إجابة سمو ولي العهد وعراب النهضة السعودية الحديثة الأمير محمد بن سلمان حين سئل عن سرعة الوتيرة في الإصلاحات التي تشهدها السعودية مؤخرا «أخشى أنه في يوم وفاتي، سأموت دون أن أحقق ما يدور في ذهني، إن الحياة قصيرة جدا، وقد تحدث الكثير من الأمور، كما أنني حريص جدا على مشاهدته بأم عيني، ولهذا السبب أنا في عجلة من أمري». هذه الكلمات البسيطة ليست إجابة على تساؤلات فريدمان فقط، ولكنها تشرح النهج الذي سلكه وما زال يسلكه سموه منذ بروزه على الساحة السياسية السعودية من أجل إعادة السعودية لمكانتها الطبيعية كزعيمة للعالمين العربي والإسلامي، وكدولة من الدول المؤثرة في القرارات العالمية، وكذلك من أجل تحقيق الرفاهية والأمان للشعب السعودي. ذلك النهج القائم على الحكمة في اتخاذ القرار والحزم والسرعة في تنفيذه. وقد تجلى ذلك خارجيا في تعامل السعودية مع أحداث اليمن والتعامل مع الأزمة القطرية، وأخيرا الموقف من تجاوزات حزب الله اللبناني. وتجلى داخليا في حزمة المشاريع والقرارات الإصلاحية القائمة على رؤية 2030 ، كمشروع نيوم ومشروع البحر الأحمر، ومشروع القدية الترفيهي، والحملة الكبيرة لمكافحة الفساد، والتي شعارها أن الوطن ورفاهية المواطن خط أحمر لا يمكن لأحد أن يتجاوزه مهما علا شأنه.

إن هذه الأمور دليل على القدر الكبير من المحبة والحرص الذي يكنه سمو ولي العهد لوطنه ولشعبه. وينبغي على كل مواطن أن يبادله نفس المحبة والحرص، فإن كان سموه على عجلة من أمره من أجل تحقيق مصالح المواطنين فمن الواجب على كل مواطن أن يكون على عجلة من أمره من أجل المساهمة في تحقيق ما يسعى له سمو ولي العهد، ولن يكون ذلك إلا بأن يبدأ كل مواطن بنفسه فينهاها عن الانجراف في وحل الفساد، وأن يكون عونا للجهات المسؤولة لكشف الفساد والفاسدين.