عبدالله محمد الشهراني

كامل سندي

الأربعاء - 13 ديسمبر 2017

Wed - 13 Dec 2017

لكل فكرة مؤسس ورواد، ومهمة الانطلاق بالفكرة أو الحلم من جنة الخيال إلى أرض الواقع أمر في غاية الصعوبة، مليء بالتحديات والآلام، كثير من الأفكار والأحلام لم تر النور، ظلت حبيسة العقل أو مكتوبة على ورق، وقليل منها برز ولمسه الجميع، لكن من النادر أن يكون الواقع قد تجاوز الحلم وتفوق عليه. هذا ما حدث في قطاع الطيران المدني على وجه العموم في السعودية في حقبة السبعينات الميلادية.

معالي الشيخ كامل سندي أيقونة الطيران المدني السعودي في تلك الفترة، ذلك الإداري الفذ الذي كان سابقا لعصره، فلم تخطئه عين الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله، والذي قرر أن يسند إليه مهمة تطوير قطاع الطيران المدني في السعودية «الخطوط السعودية، وهيئة الطيران المدني».

بدأ حياته العملية وعمره لم يتجاوز السابعة عشرة في قسم الطيران المدني في مطار جدة الذي كان لا يوجد فيه سوى ثلاث طائرات داكوتا عام 1948. مجسدا المعنى الحقيقي لعبارة «منذ نعومة أظافره»، عشرون عاما كانت كفيلة بصقل موهبته الإدارية، ومخزون جيد من الخبرات مكنه من تولي منصب مدير عام الخطوط السعودية عام 1968. بعد هذا التاريخ وفي منتصف السبعينات الميلادية تفوق الواقع على الحلم، لقد قفزت الخطوط السعودية قفزة تجاوزت فيها الخيال ولمست عنان السماء. دولة يافعة تحتل المرتبة 17 عالميا بين 130 شركة طيران. مؤسسة ناشئة تمتلك أسطولا متنوعا من الطائرات وصل إلى 59 طائرة تطير إلى 60 وجهة عالمية. حققت الشركة الرقم «مليون مسافر» لأول مرة في تاريخها بعد توليه بخمس سنوات ثم قفز به إلى أكثر من 8 ملايين مسافر عند مغادرته الخطوط السعودية. هذه المبيعات كانت خلفها حملة تسويقية نتائجها انعكست إيجابيا على سمعة البلد قبل الخطوط السعودية، فلقد كان شعار «السعودية» حاضرا في أغلب المحافل الدولية، ومطبوعا على أرقى الصحف العالمية. لقد زاحمت سمعة الخطوط السعودية في تلك الفترة سمعة أرامكو السعودية من ناحية «العلامة التجارية». غادر سندي الخطوط السعودية متقلدا منصبه الجديد «مساعد وزير الدفاع والطيران لشؤون الطيران المدني» بمرتبة وزير عام 1979. ومن خلال موقعه الجديد لم يفارقه النجاح، فقد وصل معدل النمو السنوي في الطيران المدني السعودي إلى 60% بنهاية عام 1980، وهي نسبة عالية جدا بالمقارنة مع معدلات النمو الدولية الأخرى التي لا تتجاوز في العادة 7 إلى 10% سنويا.

أعلم جيدا أن هناك من سيأتي ويقول إن سبب نجاح تلك الفترة هو شركة TWA الأمريكية التي كانت تدير أغلب إدارات مؤسسة الخطوط السعودية، وهذا صحيح، لكن من الذي اختار هذه الشركة! ومن الذي طالبهم بنقل وتوطين صناعة النقل الجوي؟ ومن الذي قام بابتعاث أبناء البلد لدراسة علوم وإدارة الطيران في جامعة ستانفورد، وبقي منتظرا عودتهم ليسند إليهم زمام الأمور؟ ثم يأتي آخر ويقول إنها الوفرة المالية في تلك المرحلة (الطفرة)، ربما يكون ذلك صحيحا، لكن السؤال هل الدعم المالي هو كل شيء؟ وهل كانت بقية القطاعات في المملكة في تلك الفترة تنمو بنفس وتيرة الخطوط السعودية؟

يقول الأستاذ زين أمين «معالي الشيخ كامل سندي رحمه الله حالة دراسية ثرية يمكن لطلاب الإدارة في العالم العربي دراستها والاستفادة من كل جوانبها».

  • ولد في مكة عام 1932

  • بدأ العمل في عام 1948

  • مدير عام الخطوط السعودية 1968

  • المرتبة 17 عالميا

  • 59 طائرة

  • 8 ملايين مسافر سنويا

  • 60 وجهة عالمية

  • 60 % معدل النمو السنوي

  • مساعد وزير الدفاع والطيران لشؤون الطيران المدني 1979

  • حملة تسويقية جالت العالم




ALSHAHRANI_1400@