إعلانات مضللة تؤخر اكتشاف السرطان

السبت - 09 ديسمبر 2017

Sat - 09 Dec 2017

1
1
تسببت الدعايات المضللة للفحوص الشاملة والتحاليل التي يروج لها بكثافة من قبل عديد من المختبرات الخاصة في خداع مرضى السرطان الذين لم يكونوا على علم بإصابتهم بالمرض، وفق تلك التحاليل، مما أدى إلى التأخر في اكتشافهم للمرض حتى وصل لمراحل متقدمة، وأصبح علاجه صعبا أو مستعصيا، وفقا لاستشاري طب الأورام والعلاج الإشعاعي رئيس جمعية السرطان سابقا الدكتور عصام مرشد.

وأوضح مرشد لـ«مكة» أن بعض هذه المختبرات الخاصة يمتلك فروعا بأغلب مدن المملكة، ويروج لإعلانات غير صحيحة حول تحاليل شاملة يمكنها أن تكشف جميع الأمراض، وذلك بالدفع لشركات الاتصالات المحلية مقابل إرسال رسائل نصية لكل مستخدمي شبكاتها.

ووصف ما تمارسه تلك المختبرات بالعمل غير الأخلاقي، فهي لا تكتفي فقط بالترويج لفحوص روتينية كفحص صورة الدم وفحص الأملاح ووظائف الكلى على أنها فحوص شاملة، ولكنها أيضا تروج بطرق ملتوية لإمكانية الكشف المبكر عن أمراض السرطان عن طريق الدم، وهذا دجل وخداع لأنه لا يوجد فحص للكشف عن السرطان سوى البروستات، وهو أيضا مثار جدل علمي حول جدواه.

وأوضح الدكتور مرشد أن تلك المختبرات تتحصل مقابل فحوص الكشف المبكر عن السرطان (المزعومة) على 700 أو 800 ريال للتحليل الواحد، ومجموع ما تجريه ستة فحوص، إضافة إلى الشامل وقيمته لا تقل عن 750 ريالا، مضيفا أن الشخص يدفع 5000 ريال سنويا ليجري فحوصا ليس في حاجة لها، فضلا عن أنها لا تكشف ما يعانيه من أمراض فعلا.

وكشف أن بعض المختبرات وصل بها الأمر لأخذ خزعات من المرضى وإجراء فحوص عليها بالاتفاق مع أطباء غير مخولين بطلب هذا النوع من الفحوص يعملون بمستوصفات خاصة، والطلب من المريض التوجه لمختبر بعينه لإجرائها في حين أنه قد لا يحتاجها.

وأكد الدكتور مرشد على ضرورة تشديد وزارة الصحة الرقابة على المختبرات الخاصة، وفرض شروط تمنعها من إجراء الفحوص لأي شخص لم يزر الطبيب المخول بحسب تخصصه ودرجة تأهيله، ومحاسبة المختبرات غير الملتزمة بذلك.

من جانبه حدد أخصائي المختبرات بوزارة الصحة خالد المطلق خلال حديثه للصحيفة سلبيات الفحوص الشاملة التي يروج لها عدد من المختبرات الخاصة:

1 الفحوص المخبرية يجب أن تجرى بناء على توصية الطبيب المعالج وبعد إجراء الفحص السريري الفيزيائي في العيادة وسؤال المريض عن الأعراض التي يشتكي منها وليس قبل ذلك.

2 عديد من المختبرات الخاصة هدفها الربح المادي، وهذا يقلل من مصداقيتها وموثوقية الفحوص التي تجريها.

3 الترويج الخادع والمضلل للاختبارات الشاملة على أنها قادرة على كشف أي مرض يعانيه الشخص في مرحلة مبكرة، وأنها تغني عن أي فحوصات أخرى.

4 تعطي تطمينا خاطئا للمريض أنه بصحة جيدة في حين أنه قد يعاني مرضا مهددا للحياة ولكن لم تتمكن الفحوص الشاملة من كشفه.

5 توحي إعلانات عدد من المختبرات الخاصة بأنها تجري الفحوص بأسعار مخفضة كونها تجرى بالجملة، في حين أنها تجريها بأسعار مبالغ فيها.

6 إجراء فحوص لا يحتاجها الشخص.

7 الفحوص غير دقيقة أحيانا وهذا يتضح من مقارنة نتيجة فحوص المختبر الخاص بنتيجة الفحوص التي يجريها الشخص بمختبر مستشفى حكومي في الفترة نفسها.

8 توجد فحوص دورية ينصح بها من تجاوزوا الـ50 من العمر، كفحوص ضغط الدم، مخزون السكر لثلاثة أشهر، الدهون الثلاثية، الغدة الدرقية.