سعد السبيعي

مبادرة الحزام والطريق

السبت - 09 ديسمبر 2017

Sat - 09 Dec 2017

مبادرة الحزام والطريق هي إحياء لطريق الحرير القديم، والتي طرحها الرئيس الصيني الحالي شي جين بينج عام 2013، وهي المبادرة التي تربط الصين بأوروبا عبر دول وسط وغرب آسيا برا، وبجنوب شرق آسيا وأفريقيا وأوروبا بحرا، والمبادرة تغطي أكثر من 70 دولة بثلاث قارات بإجمالي عدد سكان يصل إلى 4.4 مليارات.

لكن السؤال لماذا أعلنت الصين عن هذه المبادرة الآن؟

تتضح الإجابة في أن تحقيق الفائض المالي الكبير بجمهورية الصين الشعبية جاء نتيجة لعملية الإصلاح التي قامت بها الحكومة، مما يجعل الاقتصاد الصيني ثاني أكبر اقتصاد بعد الأمريكي، ويقدر بنحو 10.4 تريليونات دولار عام 2014، كما أنه الأول عالميا من حيث احتياط العملات الأجنبية ويقدر بـ 4 آلاف مليار دولار، كما أن زيادة القدرة الإنتاجية بالصين تمثل عاملا أساسيا في الاقتصاد الصيني، ويتوازى ذلك مع ضعف الطلب المحلي على المنتجات، مما يستدعي فتح أسواق جديدة لتوزيع هذه المنتجات الهائلة والتي تعاني من صعوبة زيادة صادراتها للدول الغربية بسبب سياسات حماية الأسواق والإغراق التي تفرضها هذه الدول على المنتجات الصينية.

كما أن الحكومة الصينية تحاول الاستفادة من خبراتها وتفوقها في مشاريع البنية التحتية والتصنيع والتكنولوجيا، وكذلك الوفرة العالية في القوى البشرية العاملة والرغبة الجامحة لاستمرار التنمية والإصلاح الاقتصادي التي بدأته وتسعى لاستمراره والتأكيد عليه دائما.

أما أسباب ظهور المبادرة في الوقت الحالي فهذا يأتي لعدة أسباب، من أهمها أن 34 دولة ومنظمة دولية قد وقعت على اتفاقيات تعاون حكومية مع الصين، مما يعد تأييدا للمبادرة، كما تم إنشاء صندوق الحرير للاستثمار في المشاريع في إطار المبادرة، وكذلك إنشاء البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية AIIB، وانضمت له 57 دولة من 5 قارات، وهدفه الاستثمار في مشاريع البنية التحتية الناتجة عن المبادرة.

ختاما.. يجب أن يستفاد من الخطوط العريضة لهذه المبادرة في تعزيز رؤية المملكة 2030 في عدة نقاط جوهرية، منها ضرورة الاستفادة من الموقع الجغرافي للمملكة، كما يحدث في المبادرة، ويستفاد بصورة كبيرة من موقع الصين الجغرافي، مع ضرورة إنشاء مناطق تجارية حرة وجذب الاستثمارات الأجنبية، وزيادة التوطين والمحتوى المحلي والعمل على إقامة المشاريع الصناعية والتنموية على الساحل الغربي للمملكة بالبحر الأحمر، وهذا ما تسعى إليه مملكتنا الحبيبة من خلال المشاريع التي تم الإعلان عنها مؤخرا من قبل ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز– حفظه الله – وستكون لها بإذن الله نتائج عظيمة على تنمية الاقتصاد الوطني في شتى المجالات.

saadelsbeai@