من خطب الجمعة

الجمعة - 08 ديسمبر 2017

Fri - 08 Dec 2017

الدفاع عن الأقصى

«بلاد الحرمين الشريفين، كانت ولا تزال، وفية لقضايا المسلمين الكبرى، وتقود زمام المبادرات، للتضامن مع المسلمين، وحماية مقدساتهم، ورعاية أحوالهم، وقد تعاقب ملوك هذه البلاد خاصة، على نصرة قضية فلسطين، والدفاع عن المسجد الأقصى، أولى القبلتين وثالث المسجدين الشريفين، ومسرى نبينا صلى الله عليه وسلم، وكانت المملكة، ولا تزال تؤكد على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الكريم، نسأل الله تعالى أن يوفق خادم الحرمين الشريفين، وقادة بلاد المسلمين، لما فيه خير للإسلام والمسلمين.

إن الله تعالى أخذ العهد على الخلق، وهم في صلب أبيهم آدم عليه السلام، بأن يعبدوه وحده لا يشركون به شيئا (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين * أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون)، وأرسل سبحانه الرسل مبشرين ومنذرين، وجعل العلماء ورثة الأنبياء، وأخذ عليهم العهد ببيان العلم وعدم كتمانه، (وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه) وأمر سبحانه المؤمنين عامة، بالوفاء بالعهود فقال (يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود)، فالوفاء، خلق كريم، وسلوك نبيل، وصفة من صفات المتقين، فيه أداء للأمانة، وصيانة للمودة، وحفظ للحقوق، ولا يكون التعاون قائما بين الناس، إلا بالوفاء بالعهود، وهو مما يسأل عنه العبد يوم القيامة.

أن وفاء الإنسان لوطنه ومجتمعه، مما فطرت عليه النفوس السليمة، وتعاهد عليه أصحاب الأخلاق الكريمة، والأوفياء لمجتمعاتهم، يرعون عهدها، ويحفظون أمنها، ويصونون ممتلكاتها، ويسعون لعمارتها، ويحرصون على جمع الكلمة، وطاعة ولاة الأمور، والوفاء ببيعتهم، والتعاون معهم، وبذلك يعم النفع، وتتحقق المصالح وإن وفاء المسلم يا عباد الله، ليتجاوز أرضه ووطنه، إلى مقدسات وقضايا المسلمين في كل مكان».

ماهر المعيقلي - المسجد الحرام