رفقا بالحيوان ففي كل كبد رطبة أجر

الجمعة - 08 ديسمبر 2017

Fri - 08 Dec 2017

طائف الطبيعة والجمال حباها الباري سبحانه وتعالى بيئة وطبوغرافيا فريدة، مما يجعلها بالفعل صديقة البيئة. توجد بها ثاني أكبر محمية للحياة الفطرية على مستوى العالم. بها جميع مقومات البيئة والحياة الفطرية الصحية، مما يجعلها رئة الحجاز وحجابها الصدري الفطري. بين مبدأ الرفق بالحيوان وحماية البيئة أقف كطبيبة مسلمة في صف المغردين ضد أمانة الطائف وقضية تسميم الكلاب الضالة بهذه الوحشية. وأتساءل عن آية أو حديث تجيز أو يجيز قتل تلك الكلاب، وما فتوى قتلها بهذه الطريقة؟ وما هي المقترحات والحلول لمعالجة زيادة عدد الكلاب غير المرغوب فيها؟

وما إجمالي عدد الكلاب المتضرر منها في منطقة الطائف؟ وما الضرر الذي ألحقته وكم عدد حالات المتضررين؟ وهل إطلاق النار على القطط وتسميم الكلاب بهذه الصورة من ديننا في شيء؟ إن حادثة تسميم الكلاب جعلتني أتذكر العديد من الدراسات التي أثبتت أن تربية الحيوانات والاستفادة منها في دورها العلاجي بما يناسب تعاليم ديننا الحنيف محط عناية ودراسة من الباحثين وعلماء الحيوان. حيث أثبتت تلك الدراسات أن مصاحبة الكلاب والقطط تقلل من ضغط الدم، وتخفف من الألم والقلق. كما تستخدم القطط في الدول الأخرى للجلوس واللعب مع كبار السن في دور رعاية المسنين. فمثلا في مستشفى سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة الأمريكية يتجول القط يوميا مع الطبيب المعالج لتقديم الدعم النفسي للمرضى، وقط آخر يمكث مع من يصارعون الموت. وهنالك العديد من القصص أثبتت فعالية دور تلك الحيوانات العلاجي. فهنالك طفلة مصابة بالتوحد أصبحت تستطيع السباحة بعد أن كانت تكره شعور ملامسة الماء لجسمها، وأصبحت تتحدث بعد أن كانت لا تستطيع أن تطلب ماء لتروي عطشها، وذلك من خلال مصاحبة قطة معها طوال الوقت. شخص آخر مصاب بالصرع كان لكلبه قدرة في التنبؤ بالنوبة قبل حدوثها للمريض من شدة مرافقته معه، وكلب آخر يتنبأ بنوبة انخفاض السكر في الدم قبل حدوثها لطفل مصاب بالسكري.

لكل ما سبق فإنه يمكن لنا أن نجعل من هذا الخطر إلى فرصة استثمارية عبر بناء ملاجئ للحيوانات وإيوائها وتدريبها على هذه الوظائف العلاجية. كما أن أي شخص يريد تبني حيوان أليف مثل القطة لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة والأمراض النفسية أو الكلب للحراسة يدفع مبلغا محددا يذهب ريعه لتحسين أوضاع تلك الحيوانات وصقل دورها العلاجي، وتدريب تلك الحيوانات الأليفة على مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة. إن نشوء مثل هذه الاهتمامات السلوكية البسيطة قد يؤدي إلى إمكانية افتتاح تخصصات في علم البيطرة والحيوان في بلادنا وإيجاد وظائف لفئة من الشباب والشابات المهتمين بهذه الفئة من الحيوانات.

ختاما، إن قرار القتل والتسميم للكلاب ملف لقضية تشارك فيها جهات عديدة كوزارة الصحة والحياة الفطرية، كما إنه نداء إلى ضرورة افتتاح جمعية للرفق بالحيوان، وفرصة تستقطب صغار السن لممارسة العناية بتلك الحيوانات التي قد تجعل منهم علماء للبيئة والحيوان. ولا ننسى قوله عليه الصلاة والسلام «في كل كبد رطبة أجر».

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال