في انتظار استراتيجية وزير الثقافة والإعلام

الجمعة - 08 ديسمبر 2017

Fri - 08 Dec 2017

إلى عهد قريب كان للخلل التنظيمي في التسلسل الإداري لهيئة الإذاعة والتلفزيون الأثر الكبير في إرباك العمل الإداري وإتمام إجراءات الموظفين، وهو ما انعكس لاحقا على مجريات الأداء الوظيفي لجميع الموظفين دون استثناء، بحيث بات الإشراف ومتابعة الأقسام من الصعوبة بمكان في ظل تحول الإدارة من اللامركزية إلى المركزية، وهو ما أحدث فجوة بين الموظفين والإدارات العامة في فترات سابقة.

وبعد أن تبددت كل السبل المرجوة في تسيير المسارات الرامية إلى تحسين العمل الإداري، أتت الخطوات الاستراتيجية التي أعلن عنها وزير الثقافة والإعلام لتشكل نواة تصحيح في مسار هذا الجهاز المتوقد والدؤوب في آن واحد، فقد حظي هذا التصريح المرتبط بهذه الخطوة المزمع اتخاذها في القريب العاجل اهتماما كبيرا نال بجانب هذا الاهتمام فرحة جارفة عمت أرجاء الوسط الثقافي والإعلامي على حد سواء، كما لاقت في غضون ذلك القبول والرضى الواسع، واستحسانا ممن لهم علاقة وطيدة بهذا الجهاز، خاصة بعد أن ترجمت أولى تلك الخطوات الاستراتيجية في عودة وكيل الوزارة للشؤون الثقافية السابق الدكتور ناصر الحجيلان مجددا إلى واجهة العمل الثقافي بناء على قرار أصدره الوزير، وهو ما اعتبر بداية عملية لمرحلة جديدة انتقالية في رسم ملامح هذا التوجه، في محاولة من معاليه لإعادة سير الدماء في عروق الوزارة مرة أخرى بعد أن بدأ يدب فيها الخمول، وفقا لأولويات أعدتها الوزارة لتهيئة بنيتها التحتية وإعادة بناء هيكلها التنظيمي، وقد بدت هذه الاستراتيجية كمطلب ملح طال ترقبه على أمل إنفاذه في القريب العاجل، ولعل من أولى الأولويات التي ينبغي القيام بها قبل الشروع والبدء بإجراءات تلك الاستراتيجيات، هو التعجيل بتأدية بدلات الأثر الرجعي لموظفي هيئة الإذاعة والتلفزيون، تنفيذا للأمر الملكي الذي وجه بصرفها لموظفي الدولة، ولا سيما أن جميع الدوائر الحكومية والهيئات قد قامت مشكورة بتأدية وإيداع البدلات في حساب الموظفين.إن غاية ما يمكن قوله في شأن هذه الاستراتيجية إن عهدا جديدا سوف يمضي بالوزارة قدما نحو مستقبل مغاير لما عهدناه سابقا، بحيث يتوافق هذا التحول مع الرؤية الجديدة للمملكة، وأنا شخصيا لا أخفي سعادتي بهذه الاستراتيجية التي أرى من خلالها تعزيزا للعمل الإعلامي عبر متابعة معاليه ودعما لطموحات المسؤولين، وبداية لوضع لبنة تبشر بنقلة نوعية إعلامية فارقة تتواكب مع تطلعات سير الرؤية المستقبلية. وأرى كباقي زملاء المهنة أن عقبة كؤودا سوف تزاح عن تمكين متطلباتهم الوظيفية إزاء موجات التغيير العارمة التي أنشأت قناعة بأن دوام الحال من المحال، وأن زمنا مضى لن يعود بما فيه من خصال إيجابية ومزايا ناجحة، فحين نتلمس الجوانب الإيجابية للامركزية مقابل القليل من السلبيات إن وجدت سنجد أن قوام العمل اللامركزي منوط بالعمل والجهد الجماعي مؤونة عنصر الثقة المعاهد عليها، والداعم الأول في الإيجابيات وتلافي السلبيات، بخلاف العمل المركزي الذي يعتمد على نقطة ارتكاز واحدة وجهد أحادي طبقا للتصور العام.