الفساد يتكشف في زيارة!

الجمعة - 08 ديسمبر 2017

Fri - 08 Dec 2017

لم تكن للتنمية أن تتعثر خطواتها في بلد أفاء الله عليه خيرات وفيرة، وتعتمد له الدولة أرقاما فلكية في ميزانياتها كل عام لولا أن الفساد يضرب أطنابه في بعض الوزارات وعند ضعاف النفوس في غفلة من ضمير، وتجاوز لمبادئ الدين والوطنية واﻷمانة، ولئن كانت المليارات التي تصرفها الدولة على مشاريع التنمية جعلت المفسدين يتوقعون توهان بعضها دون أن يشعر أحد، فإن بعض المحافظات ذات الميزانيات المليونية لم تخل أيضا من ضعاف النفوس وعديمي الضمير، ومن هذه المحافظات محافظة الليث، هذه المحافظة الساحلية الحالمة التي تسمع ويسمع إنسانها عن التنمية ولم يرها، وكشف الفساد عن الطاقة الكامنة داخل ابن الليث من الصبر والتحمل، بعد أن طبعت على جبينه تلك اليد الفاسدة صنوف المتاعب وحكمت عليه بانتظار لا شيء، وامتدت في جنح الخفاء إلى حقوقه المشروعة وشرعنتها لنفسها التي لا تكل ولا تمل من السلب، ليفقد إثر ذلك صحته وسنوات عمره في مطالبات ومراجعات وانتظار لا ينتهي إلى شيء!

وهو ما ظهر جليا في أول زيارة لنائب أمير المنطقة الأمير عبدالله بن بندر، والمتمثل في صورة مشروعات متعثرة، وأخرى مغيبة ومهمشة، وفي المكاتب المغلقة ما الله به عليم، تلك المشروعات المتبخرة، لا يجهلها أهالي الليث، فهي نتاج مطالبهم الطويلة، مما جعلهم يتساءلون: أين هي المشروعات التنموية والاعتمادات الرسمية لمحافظة الليث؟ أين تذهب تلك الاعتمادات؟ ومن المسؤول عن تعثر المشاريع؟ ولماذا همشت مشاريع أخرى؟ لعل الصمت الذي ألفه أهل الليث يتولى الإجابة بنفسه هذه المرة! ولعل أميرنا الشاب يكرر الزيارة مرات عديدة، ففي كل زاوية من الليث حكاية.

منعطف أخير.. محافظة الليث جزء من هذا الوطن الذي اكتوى بنار الفساد طيلة فترة ماضية، وهذه المرحلة التي تقيم فيها دولتنا بقيادة سلمان الحزم وولي عهد العزم، حربا شعواء على الفساد وأهله، ستنكشف عقبها الأقنعة الزائفة، وستعود للوطن حقوقه المبددة، فنحن في دولة حكيمة، ومسلمة تستلهم من القرآن والسنة رشدها وحكمها.