عاصمة العالم

40 دولة تتضامن مع أولى القبلتين ومسيرات غضب بعد إعلان ترمب القدس عاصمة لإسرائيل
40 دولة تتضامن مع أولى القبلتين ومسيرات غضب بعد إعلان ترمب القدس عاصمة لإسرائيل

الخميس - 07 ديسمبر 2017

Thu - 07 Dec 2017

منذ اللحظات الأولى لإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب مساء أمس الأول الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، أصبحت القدس عاصمة لكل العالم من خلال اعتراض 40 دولة على قرار ترمب.

وانطلقت مسيرات غاضبة عمت جميع مدن فلسطين، ولحقتها أمس مسيرات أخرى في عدد من العواصم العربية والعالمية.

الديوان الملكي: خطوة غير مسؤولة وانحياز كبير ضد حقوق الفلسطينيين

عبرت السعودية عن أسفها الشديد لإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب إليها.

وأصدر الديوان الملكي بيانا جاء فيه «تابعت حكومة السعودية - بأسف شديد - إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها.

وسبق لحكومة المملكة أن حذرت من العواقب الخطيرة لمثل هذه الخطوة غير المبررة وغير المسؤولة، وتعرب عن استنكارها وأسفها الشديد لاتخاذها من قبل الإدارة الأمريكية، بما تمثله من انحياز كبير ضد حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية والثابتة في القدس التي كفلتها القرارات الدولية ذات الصلة وحظيت باعتراف وتأييد المجتمع الدولي».

وأضاف البيان أن هذه الخطوة وإن كانت لن تغير أو تمس الحقوق الثابتة والمصانة للشعب الفلسطيني في القدس وغيرها من الأراضي المحتلة ولن تتمكن من فرض واقع جديد عليها، إلا أنها تمثل تراجعا كبيرا في جهود الدفع بعملية السلام وإخلالا بالموقف الأمريكي المحايد - تاريخيا- من مسألة القدس، الأمر الذي سيضفي مزيدا من التعقيد على النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي.

وتأمل حكومة المملكة أن تراجع الإدارة الأمريكية هذا الإجراء وأن تنحاز للإرادة الدولية في تمكين الشعب الفلسطيني من استعادة حقوقه المشروعة، وتجدد التأكيد على أهمية إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية، وفقا للقرارات الدولية ذات الصلة والمبادرة العربية، ليتمكن الشعب الفلسطيني من استعادة حقوقه المشروعة ولإرساء الأمن والاستقرار في المنطقة.

التزام أوروبي بحل الدولتين وتنديد عربي بالخطوة الأحادية

عبرت دول أوروبية وعربية عن أسفها واستنكارها الشديدين في بيانات رسمية، لقرار الإدارة الأمريكية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وضجت أوروبا أمس محذرة من مغبة القرار الأمريكي، وأعرب الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة عن الانزعاج من قرار ترمب وتداعياته على أي فرص لإحياء السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

واتفق الأوروبيون على تمسكهم بحل الدولتين، ورفضهم للتحرك الأحادي، وأعلن ممثل الاتحاد الأوروبي لدى فلسطين رالف طراف أمس أنه لن يجري نقل أي من سفارات الدول الأوروبية لدى إسرائيل إلى القدس ما لم يتم التوصل إلى الحل النهائي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وقال في بيان صحفي «إن الاتحاد والدول الأعضاء فيه سيستمرون باحترام الإجماع الدولي، ولن ننقل أيا من سفاراتنا إلى القدس ما لم يتم التوصل إلى الحل النهائي».

تحت الاحتلال

وقالت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية إن مثل هذه القرارات الأحادية تعد مخالفة لقرارات الشرعية الدولية، ولن تغير من الوضعية القانونية لمدينة القدس باعتبارها واقعة تحت الاحتلال، وتعد انحيازا كاملا ضد حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية والثابتة.

القدس الشرقية

بدورها أكدت مملكة البحرين أن القرار يهدد عملية السلام في الشرق الأوسط، ويعطل جميع المبادرات والمفاوضات للتوصل إلى الحل النهائي المأمول.

وأكدت تمسكها بموقفها الثابت والراسخ في دعم ومساندة تطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق وحقه المشروع في قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

قرار أحادي

كما أوضح مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الكويتية أن اتخاذ مثل هذا القرار الأحادي يعد مخالفا لقرارات الشرعية الدولية بشأن الوضع القانوني والإنساني والسياسي والتاريخي لمدينة القدس، وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة بهذا الشأن.

وضعية ثابتة

وأكدت وزارة الخارجية المصرية أن مثل هذه القرارات الأحادية لن يغير من الوضعية القانونية لمدينة القدس باعتبارها واقعة تحت الاحتلال، مشيرة إلى عدد من قرارات الشرعية الدولية بشأن القدس.

قرار أخرقووصفت المملكة الأردنية الهاشمية القرار بالأخرق والمنافي لقرارات الشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة التي تؤكد أن وضع القدس يتقرر بالتفاوض، وتعد جميع الإجراءات الأحادية التي تستهدف فرض حقائق جديدة على الأرض لاغية وباطلة.

وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية الدكتور محمد المؤمني في بيان صحفي إن بلاده ترفض القرار الذي يزيد التوتر، ويكرس الاحتلال، وإن القرار الأمريكي الذي يستبق نتائج مفاوضات الوضع النهائي يؤجج الغضب ويستفز مشاعر المسلمين والمسيحيين على امتداد العالمين العربي والإسلامي.

مساس جوهري

من جهتها عدت تونس الإعلان الأمريكي مساسا جوهريا بالوضع القانوني والتاريخي لمدينة القدس وخرقا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وللاتفاقات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي التي تمت برعاية أمريكية، والتي تنص على أن وضع مدينة القدس يتم تقريره في مفاوضات الحل النهائي.

موقف مبدئي

وجددت الخارجية اليمنية موقف اليمن المبدئي والثابت حكومة وشعبا في الوقوف مع الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير مصيره على أرضه الفلسطينية المحتلة وعاصمتها القدس.

جلسات طارئة

إلى ذلك، عبرت الحكومة الليبية عن إدانتها واستنكارها الشديدين للقرار، ودعت جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي إلى عقد جلسات طارئة لمنع هذا القرار الذي ستكون عواقبه وخيمة على المنطقة برمتها.

وأكدت أن هذا القرار يعمل على تأجيج مشاعر الشعوب الإسلامية والعربية، لافتة إلى أن القدس تظل هي العاصمة الأبدية لدولة فلسطين.

انتهاك صارخ

ونددت الجزائر بشدة بالقرار واعتبرته قرارا خطيرا، وعدته وزارة الخارجية الجزائرية انتهاكا صارخا للوائح مجلس الأمن الدولي ذات الصلة والشرعية الدولية، ويقوض إمكانية تحريك مسار السلام المتوقف منذ مدة طويلة.

وقالت «إن هذا القرار يحمل تهديدات خطيرة على سلم وأمن واستقرار المنطقة».

قلق أوروبي

مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني أوضحت أن الاتحاد الأوروبي يشعر بالقلق من تحرك الاعتراف بالقدس.

ورفضت فرنسا القرار «الأحادي» ودعت إلى الحفاظ على الهدوء في المنطقة، وأبدى الرئيس إيمانويل ماكرون عدم تأييده للقرار، وأضاف في مؤتمر صحفي في الجزائر «هذا القرار مؤسف ويتناقض مع القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ووضع القدس قضية أمن دولي تهم المجتمع الدولي بأسره، والوضع يجب أن يقرره الإسرائيليون والفلسطينيون في إطار مفاوضات تشرف عليها الأمم المتحدة».

وأردف: فرنسا وأوروبا ملتزمتان بحل الدولتين لتعيشا جنبا إلى جنب في سلام وأمن داخل حدود دولية معترف بها، وأن تكون القدس عاصمة للدولتين، مضيفا أن باريس مستعدة للعمل مع شركاء للتوصل إلى حل.

أما بريطانيا، فرأت أن الخطوة لن تساعد جهود السلام، وينبغي اشتراك إسرائيل والدولة الفلسطينية المستقبلية في القدس في نهاية المطاف.

وقالت ألمانيا إنه يمكن تسوية وضع القدس على أساس حل الدولتين.

وشدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش على أنه لا بديل عن حل الدولتين للصراع، وأن القدس قضية وضع نهائي ينبغي حلها من خلال المفاوضات المباشرة.

وقال جوتيريش «تحدثت بشكل مستمر ضد أي إجراءات أحادية الجانب تعرض للخطر فرص السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وسأبذل كل ما في وسعي لدعم الزعماء الإسرائيليين والفلسطينيين للعودة إلى مفاوضات مجدية».

صداقة كندية

وأكدت وزيرة الشؤون الخارجية الكندية كريستيا فريلاند أن لا نية لبلادها لأن تحذو حذو الولايات المتحدة في إعلان اعترافها رسميا بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الكندية من تل أبيب إلى هناك.

وقالت فريلاند في بيان دون أن تذكر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وقراره المثير للجدل «كندا حليف ثابت وصديق لإسرائيل وصديق للشعب الفلسطيني».

وانتقد وزير الخارجية الألماني سيجمار جابريل قرار الولايات المتحدة، وقال تلفزيونيا: أعتقد أن ذلك يمكن أن يفاقم حقا الوضع الصعب بالفعل في الشرق الأوسط والنزاع، ويمكن أن يتفاقم النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين بشكل أكبر، وهذا القرار ينطوي على مخاطر كبيرة و»يصب الزيت على النار».

وأشار جابريل إلى أن ذلك القرار تجاهل المصالح الفلسطينية، وتحدث عن تحول بمقدار 180 درجة في السياسة الأمريكية التي تراها ألمانيا «مقلقة».

فزع إيطالي

وعبر وزير الخارجية الإيطالي، أنجيلينو ألفانو عن أن بلاده «تشعر بالفزع» بسبب تداعيات القرار، وقال إن موقف إيطاليا من القدس «يبقى ولا يزال قائما على الإجماع الأوربي والدولي».وأضاف «نحن ننشد الشعور بالمسؤولية من جانب جميع الأطراف في فلسطين والمنطقة لتفادي الحوادث والعنف الذي لا يفيد أحدا».

نبض الشارع

بدوره دعا رئيس البرلمان العربي الدكتور مشعل السلمي، لعقد جلسة طارئة للبرلمان العربي الاثنين المقبل بمقر جامعة الدول العربية، لبحث تداعيات القرار.

وأوضح أن الجلسة لتمكين أعضاء البرلمان العربي الذين يمثلون كل أطياف وتوجهات الشعب العربي من إصدار قرار يعبر عن نبض الشارع العربي بشأن هذا القرار الخطير للإدارة الأمريكية.

تجاوز مرفوض

كما حذر المجلس العلمي للعلماء والباحثين الإسلاميين في إسبانيا من آثار القرار، ووصفه بالتجاوز في حق المسلمين الذين لن يقبلوا مطلقا مثل هذا القرار، مهيبا بالحريصين على السلام بالنهوض وتقديم ما في وسعهم لحفظ الحق لأهله ودرء الفتن في مهدها.