المطر بين المواطن والمسؤول

الخميس - 07 ديسمبر 2017

Thu - 07 Dec 2017

المطر نعمة عظيمة لكنه عندنا يتحول لكارثة أعظم بسبب فساد المسؤول وجهل ولا مبالاة المواطن. والمواطن والمسؤول هما الأساس الذي يقوم عليه بناء أي دولة ونهضتها وتطورها.

إن منشآت الوطن والمشروعات والتطور، بكافة وجوهها هي نتاج هذا الأساس، لذا إن كان الإنتاج سليما وصحيحا فإن المنتج هو الرابح. وهنا أطرح سؤالا: لماذا هيئة الأرصاد الجوية والدفاع المدني تشير على المواطنين بضرورة البقاء في المنازل وعدم الخروج وتوخي الحذر والسلامة عند هطول الأمطار؟ مع العلم أن الأمطار لدينا موسمية ولها فصول معينة بسبب طبيعة موقعنا الجغرافي، فيما غيرنا من الدول تهطل الأمطار فيها بصورة شبه يومية، ولم نلاحظ فيها ما يحدث لدينا من المشاكل والتحذيرات؟ سنبدأ أولا بالمسؤول، وهو كل من بيده القرار.

الكثير من المشروعات والبنى التحتية يظهر عدم جاهزيتها عند هطول الأمطار، مثل (الأنفاق والشوارع وبعض الأحياء والمخططات) التي يكشف المطر سوء التصريف فيها وعدم جاهزيتها، وفي أحيان كثيرة يتضح عدم صلاحيتها لقيام هذه المشروعات عليها، حيث تقام على أراض هي في الأساس مزارع وأودية ومجار للسيول، كيف أصبحت بقدرة قادر أراضي سكنية تقام عليها مشاريع تنموية ومخططات يضع المواطن فيها ما يملك لبناء بيت الأحلام؟

وأمطار جدة عام 2009 خير مثال على ذلك، وقبل أيام شهدنا كيف كانت أحياء جدة غارقة في المياه، والشوارع مغلقة، والأنفاق أصبحت بحيرات تجمع للمياه والسيارات، ودخول المياه لكثير من المنازل وصاحبتها صعوبات في التنقل.. أين الضمير يا سادة؟

لا بد أن يدرك كل مسؤول أنها أمانة، أين أنتم من قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه «لو عثرت بغلة في العراق لسألني الله تعالى عنها لم لم تمهد لها الطريق يا عمر».

بعض المواطنين بمجرد رؤية المطر يأخذ أسرته إلى بطون الأودية والسدود من مبدأ الاستمتاع بالأجواء. وهذا التصرف الخاطئ كلف الكثيرين حياتهم وحياة من يحبون، فلا تضعوا أنفسكم في مواقف مثل هذه، ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة. التزموا الهدي النبوي، حيث كان المصطفى عليه الصلاة والسلام إذا رأى المطر قال «اللهم صيبا نافعا»، وكان يحسر ثوبه حتى يصيبه المطر، فسئل عن ذلك فقال: لأنه حديث عهد بربه، وإذا كثر المطر قال «اللهم حوالينا ولا علينا. اللهم على الآكام والظراب وبطون الأودية ومنابت الشجر».