خفاجي.. شاعر لا يشق له غبار

الخميس - 07 ديسمبر 2017

Thu - 07 Dec 2017

(أسطورة الكلمة ونبع المعاني الصادقة، سيد مركب الشعر وفخر للوطن وعنوان للأخلاق الفاضلة) هذا باختصار هو شاعر الوطن، صاحب كلمات النشيد الوطني الذي أنشدناه منذ الطفولة، وينشده أبناؤنا في كل صباح، لتظل كلمات شاعرنا تعيش وتتنفس بكل فخر على أنغام الحب والولاء، وإن رحل فلن ترحل في حنايانا الكلمات الدافئة والأبجدية الرفيعة التي تعانق السماء.

فبريشة قلمك أيها الأنيق كان للكلمات مذاق يلامس قلوب العاشقين والهائمين بتراب الوطن. حزننا عليك أفقد الكلمات رونقها في المقال بسبب الدمع المنسكب على حزن فراقك ولكنها مليئة بشعور الصدق على حدادك.

ارقد قرير العين فإنه يوم الكبرياء لنبضك الحي من بعد بلوغك المنية لتعلن الكبرياء والشموخ، ليكون كل صباح هو حروفك التي تصدح بها قلاع التعليم وتتبختر بها الصحراء وتغوص في البحار وتحوم بالسماء مثل الطائر بالأفق.

أعطيت للوطن أعذب ما قيل بأشجانك وسحر قافيتك. ونعلم جيدا بأنه من بعدك لن نجد لقاربنا مرسى. كلما اقتربت من هامة الرجل ستعرفها جيدا وستعلم ما كان عليه. كان لقائي بالراحل في بيت الفنان القدير جميل محمود، وكان يلفت انتباهي بكل مرة بأخلاقه الرفيعة وذوقه المنصب في اللقاء.

على كبر سنه وما بلغ من العمر فقد تجاوز الرجل تسعة عقود ولكنه كان دوما بروح الشباب وكأنه ابن نيف وعشرين عاما.

في لسان العرب يقال فارس لا يشق له غبار وليس شاعرا ولكن علمي بسيفه الصارم الذي كان يدافع به ضد كل جاهل لصالح الأمة والإنسان جعلني أكتب عنوان مقالتي بلحن بلاغي في بداية الأمر، ولكن بعد توضيح المقصد قد علم قرائي بأن الحروف لم تسعني من هول المصاب.. إنا لله وإن إليه راجعون.