الدجاج وساعة النشاط!

الثلاثاء - 05 ديسمبر 2017

Tue - 05 Dec 2017

ملاحقة الدجاج فيها من المتعة الشيء الكثير، يعرفها من جربها في طفولته، وأما من لم تسنح له الظروف، فما زالت الفرصة متاحة. إحدى المدارس الحكومية استشعرت فائدة ملاحقة الدجاج فلم تتوان في تطبيقها عمليا في ساحاتها وفي ساعة النشاط المدرسي، الجميع استمتع والجميع استفاد من النشاط، ولو لم يكن فيه إلا الحركة والجري، وفي آخر ساعة يكون الطلاب غالبا في أقل حالات نشاطهم، كما أن المدرسة راعت الفروق الفردية للطلاب فجلبت الدجاج، ولم تجلب الأرانب، وكما هو معروف فإن الدجاج فيه من المراوغة ما قد يساعد الطالب على التخلص من الخصم بشكل أسرع.

وبعيدا عن الدواجن، فإن من البداهة أن أي فرد إذا أراد أن يبدع في أي عمل لا بد أن يكون لديه القناعة الكاملة بجدوى ما يقوم به. في اعتقادي أن غالبية المعلمين ليست لديهم القناعة الكاملة بجدوى هذه الساعة، بالتالي فإنهم لن يستغلوها الاستغلال الأمثل والمطلوب، وإذا انعدمت فيها قناعة المربي كانت حملا وعبئا على الجميع، ولأن فاقد الشيء لا يعطيه فمن لم يكتسب الخبرة والمهارات في الحياة العامة والتفكير الإيجابي ووسائل التحفيز والتطوير، كيف له أن يهبها لغيره.

ومع تعاقب الأجيال فإن عدم القناعة ببعض خطط الوزارة قضية نجدها تتكرر جيلا بعد جيل، ففي السابق كان هناك بعض المواد والحصص التي لم يكن بعض المعلمين مقتنعا بها فلم يكونوا يولونها أي اهتمام كالرسم والوطنية، فكانت تصرف على أشياء لا تذكر، كالنوم أو المحادثات الجانبية وأحسنهم حالا من يطلب من الطلاب حل بعض الواجبات المنزلية.

في نظري أن ساعة النشاط تحتاج إلى قناعات وإلى أصحاب خبرات كبيرة من المعلمين، ليس ذلك فحسب بل وأن يكونوا من أصحاب الهمم وممن لهم مشاركات اجتماعية ومجتمعية تتيح للطلاب أن ينهلوا من فكره وعلمه ما يشبع هذه الساعة عطاء وبذلا في سبيل تحقيق هدف الوزارة من هذه الساعة التي راح ضحيتها الطلاب والمعلمون والدجاج.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال