عبدالله المزهر

اللهم أخرجنا منها سالمين!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الاحد - 03 ديسمبر 2017

Sun - 03 Dec 2017

لا أهتم كثيرا للتوقعات الجوية، ولا أتابع نشرات الأحوال الجوية، وليس لدي في هاتفي تطبيق خاص بالطقس، هناك مؤشرات يمكن أن تغني عن كل هذا. ونحن في هذه البقعة المباركة من العالم لدينا فصلان فقط من فصول السنة التي يعرفها العالم، لدينا فصل البرد وفصل الحر، أما أسماء الفصول المعروفة فيقتصر استخدامنا لها على القصائد والأغنيات.

ولذلك فإني أكتفي فقط ببعض المؤشرات التي تدل على دخول هذين الفصلين، فعلى سبيل المثال فإن ظهور «الفروة» في المسجد يعني أن فصل البرد قد أصبح حقيقة واقعة. وحين تختفي فإن هذا يعني أن الحر أصبح أمرا يجب التعامل معه.

ولست من محبي البرد كثيرا، ولذلك فإني لم أتحمس كثيرا لحضور مباريات كأس العالم المقبلة في روسيا، لأن كلمة روسيا مرتبطة ذهنيا ـ لدي على الأقل ـ بالبرد، صحيح أن درجة الحرارة هناك تكون معقولة في الصيف، لكن هذا ربما يكون فخا، ولذلك فقد قررت عدم الذهاب.

سأكتفي بالمشاهدة عن بعد لمنتخبنا الذي غاب عن كأس العالم مرتين متتابعتين كان يستحق الوصول في واحدة منهما، ثم عاد في الثالثة التي لم يكن أحد يتوقع وصوله فيها. وقد تابعت القرعة بقلق شديد لأني كنت أخشى مواجهة منتخبات منزوعة الرحمة والإنسانية لا تختلف عندها الدقيقة الأولى عن الأخيرة. أكره تلك النوعية من الفرق التي تلعب وهي متقدمة بهدف واحد بذات الطريقة التي تلعب بها وهي متقدمة بسبعة. خاصة حين تواجه فريقا أتعاطف معه.

منتخبنا ستكون مباراته في الافتتاح، وهو أمر يكاد لا يتكرر، ستكون مباراة يشاهدها العالم أجمع الذي ينتظر كأس العالم منذ أربع سنوات خلت، وهذه فرصة لكنها حادة من الطرفين، فإما سمعة حسنة تدوم وإما العكس الذي لا أود أن أفكر فيه الآن.

سيكون الأمر تحديا كبيرا لأنه ليس بالإمكان أن يظهر الآن فجأة من العدم لاعبون متميزون، لن يمثلنا هناك إلا الأسماء التي نعرفها، لن يتم اختراع لاعبين جدد في الفترة التي تفصلنا عن كأس العالم. وأنا أحترم كل الأسماء كأشخاص وكبشر، لكن المستوى الفني لهؤلاء نعرفه جميعا وهو الأمر الذي يقلق المهتمين وغير المهتمين بكرة القدم في السعودية.

وعلى أي حال..

أتمنى أن يكون قلق الناس من الأسماء التي تمثل منتخبهم دافعا لتلك الأسماء للتحدي وإثبات أنهم يهتمون فعلا، وأن لديهم ما يبدد القلق، سأكون سعيدا جدا وفخورا إن حدث هذا، وإن لم يحدث فلن أحزن، لأن الأشياء المتوقعة لا تحزن كثيرا ـ باستثناء الموت طبعا.

agrni@