قادة الإمارات: ماضون في روح اتحاد الدولة الذي وضع الآباء أساسه المتين

أبوظبي ترفض أي تدخل خارجي يمس أمنها أو أمن واستقرار الأشقاء في السعودية
أبوظبي ترفض أي تدخل خارجي يمس أمنها أو أمن واستقرار الأشقاء في السعودية

الجمعة - 01 ديسمبر 2017

Fri - 01 Dec 2017

أكد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد السير قدما في تعميق روح اتحاد دولة الإمارات الذي وضع الآباء أساسه المتين بإرادة قوية حققت منجزات مشرفة شامخة وقواعد إنتاجية عملاقة، وأحدثت تحولات غيرت مجرى التاريخ.

وشدد في كلمة بمناسبة اليوم الوطني الـ 46 لبلاده بثتها وكالة الأنباء الإماراتية على أن غاية الحكومة إسعاد الناس، ورسالتها جعل الوطن مقاما طيبا، وهدفها توفير بيئة حاضنة للآمال وسياسات راعية للأحلام ومشروعات محققة لأعلى الطموحات وأفعال يستشعرها المواطن أمنا ورعاية ووظيفة وسكنا ومدرسة، معربا عن عظيم تقديره لشعب الإمارات الوفي على تلاحمه وعمق وعيه وصادق ولائه وعمله، مثمنا تفاني جنود وضباط وقادة القوات المسلحة والأجهزة الأمنية كافة في أداء الواجب.

وقال إن "2017 كان عام عمل وتطوير وإنجازات وضعت دولة الإمارات في مراكز الصدارة بالمؤشرات الاقتصادية والتنافسية والتنموية العالمية"، معتبرا أن هذا التقدم تأكيد لما تبذله الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية من جهد.

وتحدث عن نهج السياسة الخارجية للدولة الذي أثبتت التجربة سلامته وتميزه وحضوره القوي على الساحتين الإقليمية والدولية، بما يخدم المصالح الوطنية ويوثق مساعي التكامل العربي.

كما جدد الشيخ خليفة بن زايد الدعوة لإيران للجلوس إلى طاولة الحوار أو قبول التحكيم الدولي لحل قضية الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة بما يرسخ الأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربي الذي هو أولوية قصوى في سياسة الإمارات، كما جدد رفض دولة الإمارات أي تدخل خارجي يمس أمنها أو أمن واستقرار الأشقاء في السعودية ومملكة البحرين أو أي دولة شقيقة أو صديقة.

بدوره، هنأ نائب رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن راشد الجنود والضباط البواسل في القوات المسلحة حماة الوطن ودروعه الصامدة رافعي رايات العزة والفخر كي تبقى الإمارات واحة أمن وأمان تنعم بالسيادة والاستقرار.

إلى ذلك، أكد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد أن في تاريخ الأمم والشعوب أيام فخر تظل خالدة أبد الدهر و"يوم الثاني من ديسمبر من كل عام هو أهم هذه الأيام في تاريخ دولتنا"، ذلك اليوم الذي يرتبط بذكرى عزيزة في وجدان شعب الإمارات كله وهو تأسيس دولة الاتحاد الفتية التي أصبحت نموذجا ناجحا لبناء الدول والمجتمعات المتماسكة وباتت مصدر إلهام للدول التي تنشد الوحدة والتقدم والتفوق وتحدي الصعاب والثقة بالمستقبل ليس في منطقتنا فحسب، وإنما في العالم كله أيضا.

وقال: ونحن نحتفل بهذا اليوم المجيد في ذاكرة الوطن نستذكر بكل فخر واعتزاز وتقدير القائد المؤسس المغفور له - بإذن الله- الشيخ زايد آل نهيان، وإخوانه حكام الإمارات المؤسسين الذين وضعوا بحكمتهم ورؤيتهم الثاقبة لبنات دولة الاتحاد القوية ومرتكزاتها الثابتة التي مثلت ولا تزال الأساس القوي لتطور دولتنا الحبيبة وتطلعها الواثق نحو المستقبل المشرق.

وذكر أنه في هذا اليوم لا يمكننا أبدا أن ننسى شهداءنا الذين جادوا بأرواحهم دفاعا عن الوطن وتلبية لنداء الحق والواجب وتضحيات أبناء الوطن الذين يرفعون علم الإمارات الآن ضمن قوات التحالف العربي في اليمن الشقيق، دفاعا عن الحق وإعلاء لمبادئ الإمارات وثوابتها في التضامن مع الأشقاء في أوقات المحن والأزمات.

ونوه إلى أن المنطقة العربية تواجه اليوم مجموعة متداخلة من التحديات والمخاطر تتعلق بالتطرف والإرهاب وتصاعد الاحتقانات الطائفية والعرقية من ناحية، واستمرار محاولات التدخل في شؤونها الداخلية من قبل أطراف خارجية تسعى إلى استثمار الأزمات المختلفة التي تواجهها من أجل تحقيق مراميها ومطامعها في المنطقة من ناحية ثانية.

وقال إنه في ظل هذا الوضع فإن الدول العربية تحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى تعزيز مسيرة التعاون والتضامن المشترك فيما بينها ليس لمواجهة هذه التحديات فقط، وإنما كذلك للعمل معا من أجل تغيير هذا الواقع المر الذي يعانيه الكثير من شعوبنا العربية، وبث الأمل في نفوس الشباب العربي وعدم تركهم فريسة للجماعات المتطرفة والتنظيمات الإرهابية التي تسعى إلى غسل أدمغتهم بأفكار وأيديولوجيات هدامة تشوه ديننا الإسلامي الحنيف وتعاليمه التي تدعو إلى التسامح والاعتدال والوسطية والحوار والسلام والتعاون بين بني البشر.

وشدد على أن الإمارات تدرك مسؤوليتها التاريخية في الوقوف إلى جانب الأشقاء لتجاوز المحن والأزمات المختلفة، ولن تتوانى عن تقديم أي مساعدة من شأنها إرساء دعائم التنمية والأمن والاستقرار والسلام في ربوع المنطقة والعالم كافة، لأنها تؤمن بأن الأمن هو أساس التنمية والطريق إلى تحقيق تطلعات شعوبنا في السلام والاستقرار والرخاء.