للشباب ثم للمستقبل!

الخميس - 30 نوفمبر 2017

Thu - 30 Nov 2017

قد يتفق كثيرون معي أن بلدنا مقبل على نهضة فريدة ومتميزة، لأننا لو ننظر لما نمتلك من مقومات للنجاح والنهضة لصار توقعنا بالنجاح شبه مؤكد. فنحن في هذا البلد نمتلك مقومات فريدة، مثل حيوية الشعب، فهذا الشعب يتميز بأكبر نسبة شباب مقارنة بعدد السكان، وهذا ما جعل هذا الشعب يستحوذ على أكبر محتوى عربي بالانترنت وحضور قوي بالإعلام العالمي، وتطغى على هذا الشعب روح الأغلبية الشابة، وهذه الميزة تحديدا لن تجدها عند أكثر الدول المتقدمة والنامية أيضا.

بلدنا يتميز بموقع جغرافي فريد جدا لن تجد له مثيلا في الكرة الأرضية، يقع في منتصف قارات العالم القديمة، وكذلك أكبر سوق للنفط بالعالم، ويتمدد بين خليج بالشرق، وهو سوق تجاري واقتصادي للنمور الآسيوية المصنعة، وبين بحر بالغرب بطول الساحل كاملا، بحر يتميز بشواطئ بكر لم يتم استثمارها حتى الآن! ونجد أن رؤية الأمير محمد بن سلمان القادمة لم تغفل هذا الساحل الذي سيستحوذ على الجزء الأكبر من الاقتصاد والتجارة العالمية مثلا: لو تم بناء موانئ تجارية وشواطئ سياحية وميناء لتصدير النفط ومدن اقتصادية ساحلية ومطارات دولية، فستنتعش المنطقة وأتوقع أن يكون هذا الساحل الوجهة العالمية لرؤوس الأموال والعقول. ونحن نعرف تميز موقع الساحل الجغرافي لأن ناقلات النفط وسفن التجارة والشحن والسياحة تمر من بوابة قناة السويس قادمة من أوروبا وأمريكا، وبدل أن تدور على محيط الجزيرة العربية كاملا وتصل إلى ميناء دبي أو الدمام أو الكويت تكتفي بعشرات الكيلومترات وتحط رحالها على موانئ الساحل الغربي المتصلة بالخليج العربي بسكك حديدية وأنابيب ممتدة بعرض الجزيرة العربية، هذا غير ما يتمتع به الساحل الغربي من أجواء متميزة وشواطئ ذهبية تجمع بين الجبال والرمال والحياة الفطرية والسياحة الشاطئية.

يتميز وطننا بالمواقع الأثرية والآثار للحضارات القديمة التي حرمتها علينا الصحوة في وقت مضى، ولم ندرسها ونظهرها للعالم بسبب هذا التحريم! فكثير من المهتمين بدراسة الآثار يرجحون أن الجزيرة العربية كانت الموطن الأول للإنسان. وكذلك أغلبنا يعلم أن أرضنا فيها مخزون كبير من النفط والغاز والثروة المعدنية التي ترجح وبشكل كبير أن تكون المملكة من أكبر البلاد الصناعية والتجارية على مستوى العالم مع توفر الأراضي الشاسعة، والأيدي الوطنية العاملة الشابة، والعقول النيرة، والقيادة الشجاعة الطامحة للرقي بالبلد إلى مصاف الدول المتقدمة. وأجزم أننا سنصل إلى أهداف الرؤية ونطمح لمزيد من الرقي والنهضة الفريدة والمتميزة والمتفوقة بالعلم وبالثقافة وبالتجارة والصناعة والابتكار وبناء الإنسان الذي يستحق هذه النهضة الشاملة.

إلى الشاب في وطني الذي لا يزال في مقاعد التعليم العام.. قبل أن تفكر في وظيفة حكومية أو خاصة وقبل أن تفكر بقضاء أكثر من أربع سنوات من عمرك في الجامعة حتى تحصل على الشهادة الجامعية.. فكر في أن يكون لك هدف وتشارك في هذه النهضة بعمل تحبه وتتميز به، لأن الدراسة الجامعية هي علمية أكاديمية أكثر من أن تكون مهنية، وسوق العمل في المستقبل لن يبحث إلا عن الكوادر المهنية والإدارية، أما الدراسة الجامعية فهي دراسة أكاديمية تثري البحث العلمي أكثر من أن تكون مهنية إلا في مجالات معينة.

يجب أن يكون التواجد الأكبر للمعاهد المهنية والإدارية التي تعلم الحرف والعلوم المركزة والمطلوبة في سوق العمل، وتكون المصانع والشركات هي من تشرف أو تؤسس هذه المعاهد حتى تنتج أيدي وطنية مهنية أو إدارية محترفة، ويصب هذا بالصالح العام.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال