برجس حمود البرجس

الابتكارات وعناصر التكامل

الأربعاء - 29 نوفمبر 2017

Wed - 29 Nov 2017

تعقد الجهات الحكومية المعنية ملتقيات ومؤتمرات ومنتديات عن ريادة الأعمال والابتكارات والمنشآت الصغيرة والمتوسطة بشكل مكثف ومستمر. الدعوات التي أتلقاها بهذا الشأن لا تقل عن ثلاث دعوات شهريا.

ما زالت هناك تحديات كثيرة تواجه هذا التأسيس وحلول الدعم والخبرات المطلوبة للتأسيس وغيرها، ولكن عادة يكون تفكير الشباب في الأعمال التقليدية، مطعم وتنظيم حفلات ومواد تجميل وما شابهها. الأهداف التي يجب أن نعيها، والتي تعيها الجهات الحكومية، هي تأسيس هذه المنشآت والريادة لخلق الفرص الوظيفية والإضافة للاقتصاد بطرق مباشرة وغير مباشرة.

تأسيس المطعم والمحلات ربما يدر الأرباح ولكنه لا يوفر فرصا وظيفية ولا يضيف للاقتصاد المحلي، وكذلك تأسيس محلات تنظيم الحفلات والعطورات وما شابهها، هذه حلول تقليدية وتستهدف الأرباح دون أي إضافة أخرى.

نحن بحاجة إلى «ابتكارات» وحلول غير تقليدية تضيف للاقتصاد وتولد الوظائف وتساهم في القضاء على التستر، وتساهم في الترشيد وتقديم خدمات وحلول وأي قيمة مضافة أخرى، ولكن أهمها هو «توليد الوظائف». طبعا نحن نتحدث فقط عن المنشآت الصغيرة والمتوسطة (من 30 إلى 300 موظف)، ولكنها تولد أعمالا بمئات الآلاف من الوظائف.

«الابتكارات» هي «أفكار» وتكون نابعة من حاجة وتقديم خدمات، سواء كانت ضرورية أو غير ضرورية، وتتضمن حلولا لعقد حالية، والأهم من هذا كله أن تكون ولادة للفرص الوظيفية.

دائما نستكثر على أنفسنا ابتكار برنامج (مثلا) للتواصل الاجتماعي مثل (تويتر وفيس بوك وسناب شات ويوتيوب)، نرى أن هذه الابتكارات تخص الغرب فقط، ولكن الحقيقة هي أننا قادرون على مثل هذه الابتكارات، فقط تنقصنا بيئة عمل صحية وجاذبة لمثل هذه الابتكارات.

الدور الحالي لأودية التقنيات المحلية ورجال الأعمال يقتصر على المشاركة في المشاريع المضمونة والتي تخلو من المخاطر، وهذا أكبر طارد للأفكار، فالمبتكر طالب أو خريج جديد لا يملك رأس المال ويجهل الأنظمة ولا يعي المهارات المطلوبة لتأسيس الشركات وإدارتها وإدارة موظفيها وحساباتها وأقسام المالية والميزانيات، والأهم من هذا كله مهارات التسويق.

كما ذكرت الدور المحدود لرجال الأعمال وصناديق المال الجريئة لا يساهم من البدايات، فمفهوم صندوق المال الجريء هو المخاطرة والحدس والحذاقة، ولكن صناديقنا الجريئة ليست بجريئة، تشترط استكمال العمل وإقبال الناس عليه واستخدام هذا الابتكار وانتشاره بين الناس، ثم تتقدم صناديق رجال الأعمال وتساهم بأقل مبلغ ممكن وتطلب أكبر حصة تملك ممكنة، فهذا (أولا) صندوق مال جبان وليس جريئا، و(ثانيا) استغلال لحاجة المبتكر للدعم، لأنه بأمس الحاجة له، وثم تبدأ معاناة القصور في المهارات المطلوبة، وهذا المقصود بالفرق بين بيئة العمل الجاذبة وبيئة العمل الطاردة.

متى ما أرادت الجهات الحكومية المعنية أن يبتكر شبابنا أفكارا لا يكلف تطبيقها قليلا من مئات الآلاف من الريالات والتي تولد مئات الآلاف من الوظائف، فعليها أن تخاطر وتوفر البيئة الحاضنة للفكر والتطوير، وأن تكون على يقين أن رجال الأعمال لن يقدموا على ذلك. طبعا الحديث عن غالبية رجال الأعمال المؤثرين بالشأن هذا.

ومتى ما أراد شبابنا وشاباتنا أن يدخلوا عالم الأعمال وريادتها ويصبحوا من «المليونيرية»، فعليهم أن يستهدفوا الفكر والابتكار، يقرؤوا عنهما ويعيشوا أجواءهما، يبحثوا عن التجارب السابقة ويعيشوا أجواءها، ويستلهموا من قصص النجاحات.

يجب أن نعي أهمية عناصر النجاح للمشاريع وقوة التنافس والتميز. الابتكار لا يأتي من مجرد فكرة على «الطاير»، بل يحتاج إلى تحديد أهداف وعناصر تميز وقوة ومنافسة، وعصف ذهني وبحث ودراسات.

Barjasbh@