فواز عزيز

استنساخ معالي الوزير

الأربعاء - 29 نوفمبر 2017

Wed - 29 Nov 2017

• أصبح الوزير «كائن» يرى في كل مكان، وهذا مما طرأ على عمل أصحاب المعالي الوزراء بتوجيهات عليا من الدولة للدفع بسرعة في عجلة التنمية في البلد.

• أصبح معالي الوزير يمسي في مدينة ويصبح في أخرى ويلتقى بالناس ويسمع منهم ويتفاجأ من مطالبهم وكأنه يسمعها للمرة الأولى، وأعتقد أنه صادق في ذلك، رغم أني متأكد أن كل مطالب الناس وصلت وزارته سابقا بشكل رسمي، إما من المواطنين أو من فروع وزارته بالمناطق؛ لكنها تضيع في ركام الأوراق والخطابات الرسمية ولا يبقى منها إلا تاريخ الوصول في ملفات الصادر والوارد!

• جولات الوزراء في المناطق ليست إلا عملا إيجابيا لا يعكره إلا كونها سريعة ولا تتجاوز بضع ساعات لا يمكن أن تفي بالغرض منها إلا لو استنسخ الوزير نفسه لأكثر من 10 وكل نسخة منه تمضي في شارع من شوارع المنطقة خلال ساعات الزيارة القصيرة!

• معالي وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى زار أمس «الأربعاء» منطقة الحدود الشمالية والتقى مسؤولي التعليم والمشرفين التربويين ومدراء ومديرات المدارس في مدينة عرعر، وتحدث إليهم واستمع لهم وزار بعض المدارس. والجميل أن معالي الوزير كان يمسك بورقة وقلم ويدون مطالبهم التي بدأها مدير التعليم بالمنطقة حين تحدث عن نقص المعلمين الكبير في بعض التخصصات.

• كان الوزير العيسى ظريفا لطيفا وهو يعلق على حديث مدير التعليم عن نقص المعلمين في تخصص التربية البدنية بالمنطقة، حين قال متسائلا «للبنين أو البنات»؟

• مطالب عديدة تحدث عنها منسوبو تعليم الحدود الشمالية منها نقص المدارس بالمنطقة، وبعض القضايا التي تشترك فيها منطقة الحدود الشمالية مع بقية المناطق مثل قضية ميزانيات المدارس التشغيلية التي تتأخر في صرفها الوزارة.. وكان الوزير يدون ما يسمع.

• جميل أن يهتم الوزير أحمد العيسى بالمطالب ويبدي حرصا على تدوينها، لكن ليته حين يعود إلى وزارته يبحث أسباب عدم تفاعل مسؤولي الوزارة معها سابقا إن كانت وصلت بطرق رسمية من إدارات التعليم؛ فما الفائدة من وجود عشرات الوكلاء ومئات الموظفين في وزارة التعليم إن كانت القضايا والمشاكل والعقبات لا تحل إلا بجولات الوزير وما يدونه في ورقته؟

• وزير التعليم زار جامعة الحدود الشمالية والتقى المسؤولين فيها وتفقد مشاريعها، وهنا تذكرت تصريحات وزير التعليم العالي السابق قبل أن تدمج مع وزارة التعليم، حين زار جامعة الحدود الشمالية في مارس 2010 وقال «قريبا سيتم إنشاء 300 وحدة سكنية لأعضاء هيئة التدريس ومستشفى جامعي»، ومضى نحو 8 سنوات ولا تزال «قريبا» بعيدة جدا عن أرض الواقع في جامعة الحدود الشمالية التي لا تزال مدينتها الجامعية صحراء ليس فيها إلا بضعة مبان لا تكفي حاجتها.

• خلال زيارة وزير التعليم لمنطقة الحدود الشمالية اكتشفت أن وزارة التعليم تمتلك «وسيلة إعلامية» نشيطة وذكية هي قناة «عين» التي كانت ترصد جولات الوزير ولقاءاته بالصوت والصورة ثم تنشرها أثناء الجولة وبشكل سريع.. وتذكرت نقيض ذلك بطريقة تعامل المتحدث الإعلامي للوزارة مع وسائل الإعلام.

fwz14@