الغيثي.. غزير كماء وادي فاطمة صلب كطريق جبلي ومبتسم كواجهة بحرية

الثلاثاء - 28 نوفمبر 2017

Tue - 28 Nov 2017

u0645u062du0645u062f u0627u0644u063au064au062bu064a
محمد الغيثي
عقل متقد، وروح شابة، وجسد نشط، يسابق مئات العاملين في شركاته، برغم بلوغه الـ73 من العمر، فتارة يغوص في أعماق البحار عبر شركات متخصصة في بناء الأرصفة والردم والتعميق والخدمات البحرية، وتارة يسير بصبر في البراري والقفار، ويثبت بصلابة في أعالي الجبال عبر شركات متخصصة في بناء الطرق والجسور والكباري.

من يجلس إلى محمد علي ناصر منصور الغيثي الشريف المولود في 1944، يلحظ كم هو مسرور وممتن وراض بما حققه من إنجازات، وكيف ينظر إلى المستقبل بتفاؤل، وكيف أنه لم ينس الماضي الذي بدأه قبل عقود طويلة براتب صغير في شركة بن لادن لم يتجاوز الـ180 ريالا في الشهر.

هناك في وادي فاطمة بمنطقة مكة المكرمة، قرب غزارة المياه والينابيع ولد محمد الغيثي، ويبدو أن ذلك جعله محبا للماء، وكل عمل يقربه من أعمال المقاولات وسط الماء.

دفعته ظروف الحياة آنذاك إلى العمل نهارا والدراسة ليلا، ليلتحق بالوظيفة قليلة الأجر، دون أن يتيقن برغم الروح الطامحة الحالمة أنه سيمتلك بعد عشرات السنين شركات ترسو عليها مناقصات أضخم بمئات الملايين من أجره الذي كان يتقاضاه.

بدأت رحلة الطموح بخطى ثابتة من وظيفة حكومية في ميناء جدة الإسلامي، بأجر قدره 400 ريال آنذاك، ثم تدرج في وظيفته، وأصبح عام 1386هـ مديرا لشؤون الموظفين في ميناء جدة الإسلامي، وفي عام 1390هـ حصل على درجة البكالوريوس من جامعة الملك سعود، وفي العام نفسه تمت ترقيته إلى مساعد لمدير عام ميناء جدة الإسلامي للشؤون المالية والإدارية.

واصل الغيثي بحثه في علوم الموانئ والبحار، وحصل على درجة الدبلوم العالي في إدارة واقتصاد النقل البحري من الأكاديمية العربية للنقل البحري عام 1394، وفي عام 1402هـ عين مديرا عاما للإدارة بالجهاز الرئيس للمؤسسة العامة للموانئ، قبل أن يتم تكليفه مديرا عاما لميناء جدة الإسلامي عام 1405، ثم مديرا عاما لميناء الملك عبدالعزيز بالدمام عام 1410، ثم عاد مديرا عاما لميناء جدة الإسلامي عام 1416 حتى أحيل على التقاعد عام 1423هـ.

استفاد الغيثي كثيرا من خبراته في الموانئ والبحار ليؤسس بعد تقاعده 3 شركات مصنفة، هي الشركة المتقدمة للمقاولات العامة والصيانة المحدودة، والتي تعمل في مجال البناء وأعمال الطرق والكباري والأنفاق والصرف الصحـي والأعمال البحرية، وشركة المشروعات للخدمات البحرية، والتي تعمل في مجال الأعمال البحرية المتخصصة مثل بناء الأرصفة البحرية وعمليات التعميق البحري والردم والصيانة البحرية المتخصصة لجميع المنشآت البحرية تحت الماء وعمليات الإنقاذ، وشركة المنافذ الدولية للتطوير العقاري، والتي تعمل في مجال الاستثمار العقاري.

هذه الشركات نقلت الغيثي إلى عالم المال والأعمال، بيد أنه ما زال سعيدا براتبه الذي تقاضاه لأول مرة، تلك الـ180 ريالا التي قدحت في ذهنه أن يكون يوما ما رجلا يشار إليه بالبنان في مجال المال والأعمال السعودية التي تبني وتسهم في نماء هذا الوطن المعطاء دون كلل أو ملل.