سعد السبيعي

كيف نؤسس تاجر المستقبل؟

الاحد - 26 نوفمبر 2017

Sun - 26 Nov 2017

المشروع الصغير هو العمل الذي يمتلك ويدار من قبل فرد أو أفراد معدودين بشكل مستقل، ويعمل فيه عدد قليل، ولا يهيمن بأي شكل من الأشكال على القطاع الذي يعمل فيه بكل شركة أو منشأة فردية تمارس نشاطا اقتصاديا، ومن هذا يحاول برنامج بادر أن يجد الطرق والأساليب الحديثة لخدمة المشروعات الشبابية والتنموية، كما أنه يسعى لدعم حاضنات ومسرعات الأعمال من خلال توفير موقع مناسب لها، إضافة إلى الدعم اللوجستي والتمويلي، وتقديم العديد من الأنشطة والفعاليات الداعمة وإصدار التراخيص المساندة للمشاريع المحتضنة، كما يتم تأمين كافة التجهيزات لاحتضان المشاريع الشبابية ومن ضمن برامجه «برنامج تاجر المستقبل» الذي له أهمية كبيرة للراغبين في تأسيس أو تطوير المشاريع الخاصة، حيث يتم تعريف الشاب على الأساليب والطرق الصحيحة لإنشاء وإدارة المشروعات الصغيرة بأسلوب ميسر ومبسط يضعه على أول طريق عالم الأعمال، وهنا يجب أن نشير إلى أن المنشآت الصغيرة والمتوسطة تشكل 85 % من تكوين وتركيبة القطاع الخاص بالمملكة.

عزيزي تاجر المستقبل، لكي تصبح رائدا في مجال عملك يجب أن تتوفر لديك الحماسة والسعي لإنجاز المهام، وكذلك يجب أن تتوفر لديك صفة التعاطف مع الآخرين، خاصة العاملين معك، مع تأمين الموارد والتخطيط للمشروع بصورة جيدة،

ووجود قدر من المخاطرة والمغامرة المحسوبة في اختيار الأفكار الجديدة للمشروعات والابتكار من خلال إيجاد طرق جديدة في تسويق المشروعات وتنمية المهارات الاستقلالية وتحقيق الأهداف المرجوة، بالإضافة للعلاقات المتعددة مع الآخرين في شتى المجالات، وهنا نود أن نلفت إلى أن 60 % من فرص العمل التي سوف تظهر بعد عشر سنوات لم تبتكر بعد.

وللقيام بمشروع ناجح يجب أن نعدد أهم مميزاته ليعرف تاجر المستقبل كيف يحدد المشروع المناسب له والذي يدر عليه عائدا، وأهم المميزات للمشروع: أن يحقق الطلب الفعلي لاحتياجات غير محققة للعملاء الذين يتمتعون بالقدرة الشرائية ويرغبون فيها، مع تأمين عوائد استثمارية مستمرة ومناسبة في توقيتها ومقبولة بمخاطرها وجهودها، على أن يكون هناك تنافسية بالنسبة للعميل، خاصة في مجال الخدمات أو المنتجات المقدمة له، بالإضافة إلى تلبية أهداف وتطلعات تاجر المستقبل الذي يخوض المخاطر والمغامرة المحسوبة، وأخيرا يجب أن تتوفر الموارد والمصادر، والمؤهلات، والمتطلبات القانونية للمشروع.

ختاما، يعتمد المشروع الناجح لتاجر المستقبل على مكونات دراسة الجدوى ونموذج العمل التجاري التي تعد إشارات مهمة لنجاح المشروع. وهنا يجب أن نشير إلى أن قيادتنا الرشيدة تسعى دائما لتوفير كافة السبل والإمكانيات التي تساعد تاجر المستقبل على أن يكون له دور في بناء الاقتصاد الوطني، وفي الواقع هناك ثلاثة حقول واعدة يمكنها أن تساعد على بناء اقتصاد قوي يكون له تأثير كبير في المستقبل، وهي: الذكاء الاصطناعي وعلوم الطاقة والعلوم البيولوجية، ويتضح ذلك في مشروع نيوم الذي دشنه ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، خلال الفترة الماضية.

saadelsbeai@