عبدالحليم البراك

صناعة المحتوى..لا محتوى!

السبت - 25 نوفمبر 2017

Sat - 25 Nov 2017

لا شك أن صناعة المحتوى تعني الجاذبية في المحتوى والتخطيط له، والإلهام والابتكار، ثم صناعته وتنتهي بالتسويق له بطريقة مشوقة، ولأن صناعة المحتوى لدى مشاهير التواصل الاجتماعي تقوم على تخطيط فوضوي، ويسمونه عبثا «الفوضى الخلاقة» ولأنهم يعملون بأنصاف الحلول فهي فوضى «بلا خلاقة».

أيضا، في علم تربية الحيوان، لا يمكن إطعام الحيوان علائق بروتينية بشكل مستمر، لأنها مكلفة من جهة اقتصادية، ومن جهة أخرى قد تسبب مشاكل للحيوان، لذلك يستخدم مربو الماشية ما يسمى «مادة مالئة - التبن مثلا - أعزكم الله»، وهو عبارة عن علائق قليلة البروتين تشغل الحيوان عن العلائق غالية الثمن التي لا يستجيب جسم الحيوان لتحويلها للحم أو حليب!

وهذا ما يحدث على مستوى المحتوى لدى بعض نجوم مواقع التواصل الاجتماعي الذين اشتهروا فصاروا يملؤون تطبيقاتهم بمواد مالئة ليس لها قيمة لأنهم لا يملكون صناعة محتوى مفيد، ومنها:

- شاب يدعي أنه من أبطال السوشل ميديا يدعي أنه خريج إحدى الجامعات المصرية واسم الجامعة: جامعة الدول العربية وتخرج في كلية الهندسة بها ولم تتجاوز الدراسة فيها سنة أو سنتين!

- آخر.. أجمل إنتاج له في المحتوى كان دورة بعنوان «هل المرأة إنسان»!

المحتوى الآن في «السوشل ميديا» يرتكز على شهرة هبطت من السماء على أسماء معينة، ثم تلاعبت فيهم روح الإعلان وجمع المال فصاروا يضعون أي شيء وكل شيء كخدمة للمحتوى حتى لا يفقدوا الجمهور، هذه أمثلة أخرى:

- سيدة أخبرت «سنابيها» بأنها انفصلت عن زوجها اليوم، وعرف بطلاقها متابعوها قبل بعض أفراد عائلتها وصارت تندب حظها، ثم احتفلت بعد (كم يوم) بوصولها إلى مليون متابع بعد أن كانوا 600 ألف قبل الطلاق!

بفضل «الأكشن» في المحتوى، وأتمنى أن لا تتهور وتصور مأتما لو حصل هذا الشيء لا قدر الله، فالحزن في المآتم لا يعادل حزن الطلاق إطلاقا!

- الفقر في المحتوى جعل بعض رواد التواصل الاجتماعي يتمحور حول أطفاله في تصويرهم، وهذا شيء جيد، لكن أطفالك ليسوا ملكك، لتجعل حياتهم تحت ضغط الجمهور، فصناعة المحتوى لا تعني العبث بحياة أطفالك جلبا للإعلان أو خوفا من فقدان الجمهور السنابي العزيز.

- أما الآخر فقد جعل من «الشقلبة» في «ملحق» منزلهم جزءا من المحتوى، ومع هذا صار له جمهور يتابعه بكل شغف والمحتوى الذي لا محتوى فيه.

- سيدات يصورن أثاث بيوتهن مع كثير من الثرثرة النسوية، بنات يصورن مفرش السرير ووسائد البيت وحدائق البيت، لدرجة أننا حفظنا أثاث البيت، ولو أحضرن لوحة فنية جديدة وعلقنها على الجدار لانتبهنا لذلك من شدة ما حفظنا تفاصيل بيتهن المادية وتفاصيل حياتهن المعنوية.

والنهاية أن المحتوى لدى بعض المشاهير «لا محتوى!»

Halemalbaarrak@