ولي العهد لـ"نيويورك تايمز": الحملة على الفساد بدأت قبل عامين.. ولا أخشى سوى الوقت

الجمعة - 24 نوفمبر 2017

Fri - 24 Nov 2017

u0648u0644u064a u0627u0644u0639u0647u062f
ولي العهد
أكد ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" أجراها الكاتب الأمريكي توماس فريدمان، أن الحملة على الفساد التي يقود زمامها ليست وليدة اللحظة، وأنها بدأت مع تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم عام 2015.

وقال الأمير محمد بن سلمان "رأى والدي أنه ليس من الممكن أن نبقى ضمن مجموعة العشرين في حين تنمو بلادنا بهذا المستوى من الفساد. ففي وقت سابق من العام 2015م كان أول الأوامر التي أعطاها والدي لفريقه هي جمع كل البيانات المتعلقة بالفساد عند الطبقة العُليا. ولقد ظل الفريق يعمل لمدة عامين كاملين حتى توصلوا لجمع هذه المعلومات الأكثر دقةً، ومن ثم جاؤوا بحوالي 200 اسم".

وعد ولي العهد القول بأن حملة مكافحة الفساد هذه كانت وسيلة لانتزاع السلطة "أمرا مضحكا"، مشيرا إلى أن الأعضاء البارزين من الأشخاص الذين تم استدعاؤهم قد أعلنوا مسبقا بيعتهم له ودعمهم لإصلاحاته، وأن "الغالبية العظمى من أفراد العائلة الحاكمة" تقف في صفه.

خسائر الفساد

وأضاف في حواره مع الصحيفة الأمريكية، الذي تنقل "مكة" أبرز ما جاء فيه، "لطالما عانت دولتنا من الفساد منذ الثمانينات حتى يومنا هذا. وتقول تقديرات خبرائنا بأن ما يقارب 10% من الإنفاق الحكومي كان قد تعرض للاختلاس أو الهدر منذ بداية الثمانينات بواسطة الفساد، من قبل كلتا الطبقتين: العليا والكادحة. وعلى مر السنين، كانت الحكومة قد شنت أكثر من حرب على الفساد ولكنها فشلت جميعًا. لماذا؟ لأن جميع تلك الحملات بدأت عند الطبقة الكادحة صعودا إلى غيرها من الطبقات المرموقة".

وأوضح أن
كل من اشتبه به سواء كان من أصحاب المليارات أو أميرا فقد تم القبض عليه ووضعه أمام خيارين "لقد أريناهم جميع الملفات التي بحوزتنا وبمجرد أن اطلعوا عليها، وافق ما نسبته 95% منهم على التسويات". الأمر الذي يعني أن عليهم دفع مبالغ مادية أو وضع أسهم من شركاتهم في وزارة المالية السعودية.

وأضاف "استطاع ما نسبته 1% من المشتبه بهم إثبات براءتهم، وقد تم إسقاط التهم الموجهة لهم في حينها. وقرابة 4% قالوا بأنهم لم يشاركوا في أعمال فساد ويطالب محاميهم باللجوء إلى المحكمة".

وقال "يعتبر النائب العام، بموجب القانون السعودي، مستقلًا. فلا يمكننا التدخل في عمله...، وهو من يقود العملية الآن... ولدينا خبراء من شأنهم ضمان عدم إفلاس أي شركة من جراء هذه العملية".


وعن المبلغ المقدرة استعادته قال الأمير محمد بن سلمان: إن النائب العام يقول بأنه من الممكن في نهاية المطاف "أن يكون المبلغ حوالي 100 مليار دولار أمريكي من مردود التسويات".

وأضاف: ليس هنالك من طريقة يمكن من خلالها القضاء على الفساد في جميع الطبقات، "لذلك فإنه عليك أن ترسل إشارة، والإشارة التي سيأخذها الجميع بجدية هي أنك لن تنجو بفعلتك. ولقد شهدنا تأثيرها بالفعل وما زلنا نشهده".

وأوضح قائلا "أولئك (الذين تم القبض عليهم) هم من اجتثوا أموال الحكومة".

الإسلام المعتدل


وفيما يخص العودة للإسلام المعتدل قال ولي العهد "لا نقول إننا نعمل على إعادة تفسير الإسلام، بل نحن نعمل على إعادة الإسلام لأصوله، وأن سنة النبي [محمد] هي أهم أدواتنا، فضلا عن [الحياة اليومية] في السعودية قبل عام 1979م".

وذكر الأمير محمد بن سلمان أنه في زمن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، كان هناك الرجال والنساء يتواجدون معا، وكان هناك احترام للمسيحيين واليهود في الجزيرة العربية. كما أوضح قائلا "لقد كان قاضي التجارة في سوق المدينة المنورة امرأة!". وتساءل الأمير قائلًا: إذا كان خليفة النبي (عمر) قد رحب بكل ذلك، "فهل يقصدون أنه لم يكن مسلمًا
".

استقالة الحريري

وفيما يتعلق باستقالة الحريري وتداعياتها أكد الأمير محمد بن سلمان أن خلاصة القضية تتمحور حول أن الحريري، وهو مسلمٌ سني، لن يستمر في توفير غطاء سياسي للحكومة اللبنانية التي تخضع بشكل رئيس لسيطرة ميليشيا حزب الله الشيعية اللبنانية، والتي بدورها تخضع بشكل رئيس لسيطرة طهران.

حرب اليمن

وشدد ولي العهد على أن الحرب المدعومة سعوديا في اليمن، والتي تعد كابوسا إنسانيا، تميل كفتها لصالح الحكومة الشرعية المدعومة من التحالف والسعودية، والتي قال إنها تسيطر الآن على 85% من البلاد، إلا أن قيام المتمردين الحوثيين الموالين لإيران بإطلاق صاروخ على مطار الرياض يعني أنه إذا لم تتم السيطرة على كامل البلاد، فإن ذلك سيمثل مشكلة.

هتلر جديد


وفيما أشاد الأمير محمد بن سلمان بالرئيس الأمريكي دونالد ترمب واصفا إياه بــ"الرجل المناسب في الوقت المناسب"، عد المرشد الأعلى الإيراني "هتلر جديد في منطقة الشرق الأوسط"، مضيفا "غير أننا تعلمنا من أوروبا أن الاسترضاء في مثل هذه الحالة لن ينجح. ولا نريد أن يكرر هتلر الجديد في إيران ما حدث في أوروبا [هنا] في الشرق الأوسط".

وشدد على أن كل شيء تفعله السعودية محليا يهدف لبناء قوتها واقتصادها.

التحدي يكمن في الوقت

وعن اهتمامه الدائم ومتابعته المستمرة لإنجاز المهام المطلوبة، أوضح الأمير محمد بن سلمان "
أخشى أنه في يوم وفاتي، سأموت دون أن أحقق ما يدور في ذهني. إن الحياة قصيرة جدا، وقد تحدث الكثير من الأمور، كما أنني حريص جدا على مشاهدته بأم عيني، ولهذا السبب أنا في عجلة من أمري".