إنصاف الضحايا مصير الطغاة

الخميس - 23 نوفمبر 2017

Thu - 23 Nov 2017

تمنى ملايين السوريين أن تدور عجلة الزمن للأمام، ويقف الطفل السوري باسل الرشدان (رمزا للسوريين المتضررين من جرائم نظام الأسد) كما وقف البوسني فكرت أليك قبل أيام، حاملا صورته مشردا على غلاف التايم الأمريكية قبل نحو 25 عاما، في محاكمة قائد عسكري من نظام الزعيم الصربي المحكوم بالمؤبد سلوبودان ميلسوفيتش، إذ حكمت العدل الدولية الأربعاء الماضي على القائد العسكري راتكو ملاديتش أحد مجرمي تلك الحرب، بالسجن المؤبد أيضا.

الطفل الرشدان هو الآخر وقف قبل نحو ست سنوات بمظهر رث في أحد المخيمات، طامعا في مساعدات من منظمة خيرية، واضعا صورته الشخصية بطريقة بدائية على كرتون لتبدو أنها بطاقة خاصة لصرف المعونات عندما كان يبلغ نحو 6 سنوات من العمر، لينتقل لكندا ويمثل أطفال بلاده متحدثا في منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف»، وسبق أن كرمه رئيس الوزراء الكندي.

وربما لا تعود الصورتان للطفل باسل نفسه وفق روايات غير موثقة، إلا أن مصير الأسد وأفراد نظامه قد يكون مشابها لقادة الصرب، وكم من سوري تتطابق قصته مع فكرت البوسني.

وعلقت صحيفة « تايمز» البريطانية أمس على الحكم الذي صدر الأربعاء بحق القائد العسكري الصربي السابق راتكو ملاديتش، وإدانته بالتورط في مذبحة سريبرينيتسا في 1995، والتي شهدت قتل آلاف من مسلمي البوسنة فضلا عن جرائم حرب أخرى، بأن على السياسيين الغربيين استخلاص العبر من هذه المحاكمة. واتهمت الصحيفة الحكومات الغربية بأنها تأخرت في فهم حقيقة أن صراع البوسنة لم يكن ببساطة إعادة إحياء كراهية قديمة، بل اعتداء على شكل إبادة جماعية لسكان مأسورين لم يمتلكوا إمكانية للدفاع عن النفس. وقالت الصحيفة «إن جرائم مشابهة لتلك التي ارتكبها ملاديتش تحدث في ظل النظام المنحرف للرئيس بشار الأسد في سوريا». وشددت على ضرورة بقاء المعاناة البوسنية في الذاكرة، وأن الغرب يحتاج في سبيل منع وقوع جرائم إبادة عرقية في صراعات أخرى إلى وسائل دبلوماسية وقانونية مدعومة من وقت لآخر بالتهديد باستخدام القوة «لردع أولئك الذين يمكن أن يرتكبوا مثل هذه الفظائع».