اربأ بنفسك

الخميس - 23 نوفمبر 2017

Thu - 23 Nov 2017

وأنت ملازم نفسك أحيانا لا بد من صولة خواطر وتساؤلات، فيما ترى من حولك وفيما تسمع ما يدار على ألسنة المجالس، لكن أمرا يجعلك تقول: ما بال أقوام يجوبون الأحداث كلها فينخلونها نخلا ويحللونها تحليلا كل على شاكلته، فالمهتم بالسياسة يعضد حديثه برؤى مستقبلية خفيت علينا وعليه، لكيلا نبتعد عن دائرة التخرص والظنون فلا هو مهزوم ولا نحن منتصرون، وقس على الرياضي وأشياعه وأهل البر والتنزه وأتباعهم؛ ولو أن البعض يصدق حديثه وتوقعه أحيانا.

لنتوقف خاشعي الأصوات نصغي لهمس هذا الحديث من المعصوم سيد الأولين والآخرين عليه أفضل الصلاة والتسليم «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه». الله أكبر للبلاغة النبوية التي حاصرت الشتات الذهني والمعرفي والنفسي في كلمات ليست كالكلمات، إن من أشد النفوس حنقا - بالتتبع والملاحظة - التي استشرفت كل حكاية جديدة في الحياة والسياسة، بل حتى على صعيد قريتها التي تسكنها وهي التائهة في خرائط العالم المتنامي، فتجده يعلق على هذا المشروع البلدي في قريته ويبدي الويل لهم إن لم يتدارك أخطاءهم المهندسون! وتارة يسقط قامة سياسية لتصرفه الأرعن! فيما خفي حتى على حذاق السياسة! وهلم جرا.

حيث تحط رحال النمو والتغيير تجده أمامك ليس راضيا البتة! أمن الممكن، وأنا أقف متحيرا مستغربا في شأنه، أن يرتاح هذا الشخص وأن تهدأ روحه المتعبة!؟

للأسف: هذه الظاهرة الفردية أصبحت تغري نفوسا أخرى، علها تنال إعجاب الآخرين بتهمة الحدس الثاقب وشمولية النظرة.

لكي نستريح ونلطم - ويستحق ذلك - وجه الغثاء المنهجي آنف الذكر، ونجعله يولي ولا يعقب.

نمتثل حديث الذي امتدحه ربنا عز وجل: «وإنك لعلى خلق عظيم»: (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه).

وإن أتينا على مستوى النظر والتحري لأحوال الناس، لتكاد تجد أجدر الناس بالراحة هو خالي البال، خفيف محمل الاهتمام لما جرى وما سيجري، بل ترى ذلك على وجهه وتفاؤله واستمتاعه بالحياة، وهل الوجه إلا مرآة أخيلة الفكر والقلب؟

أخيرا، يقول الرافعي رحمه الله: الزمن يمحو الزمن، والعمل يغير العمل، ودقيقة باقية في العمر هي أمل كبير في رحمة الله.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال