الحياة تعلمنا ما هو الحزن الحقيقي

الخميس - 23 نوفمبر 2017

Thu - 23 Nov 2017

عندما تفوتك فرصة، أو تفشل في أمر ما، أو أن شخصا غدر بك وخان قلبك، أو تخلى عنك.. كلها أمور مؤلمة، ولكن ليس بقدر أن تشاهد من تحب يذبل أمام عينيك شيئا فشيئا، ولكنك تتمسك بالأمل الذي يخونك في لحظات ألمه، فتتألم عنه أضعافا مضاعفة، ولكنك تقاوم الخيبة لتسترجع قواك، تخدع عقلك وواقعك بأن الأمور ستكون بخير، وتفكر بأن من تحبه سيعود كما كان في الماضي.

هكذا تظل تصارع الواقع للحصول على السكينة والأمان، لكن هناك شعورا مخيفا يقض مضجعك، إنه الخوف من الفقد والخسارة، خسارة من نحبه حقا ونهتم لأمره، خوف من الغربة.

هذا الشعور يجعلك هشا سريع العطب كورقة خريف سقطت من الشجرة، ولكنك في لحظات تستعيد توازنك ويعود سكونك إذا رأيت بارق الأمل في الأفق، وبين هذا وذاك تكتسب مناعة، ويصبح قلبك محصنا ضد الألم، لذلك كما يقولون «الضربة التي لا تقتلك تقويك».

لأننا غالبا ما نجد أن من تعرضوا لمواقف مؤلمة هم من أكثر الناس إيجابية واستمتاعا بالحياة، ونحن نعلم أن من يضحك كثيرا يخفي بداخله الكثير من الأسرار الدفينة، وهذا يجعلنا نتساءل عن سر هذه القوة، إنها من التجارب المؤلمة، فكل موقف يتعرض له الإنسان يكسبه مناعة كالمصل المضاد، ويجعله أكثر إدراكا للحياة، وأكثر امتنانا للحظات الجميلة، فهو يعيشها بكل ما أوتي من إحساس، لأنه يعلم أنها لحظات لن تعود، ومن هذا نستنبط أن التجارب المؤلمة تصقل الإنسان وتجعله منيعا مفعما بالإيجابية، لأن هذه الإيجابية هي طوق النجاة الذي ينتشله من حزنه ويبحر به إلى بر الأمان، لكن أحيانا نحن أعداء اللحظات السعيدة، عندما نتذمر من عدم سير الأمور كما خططنا لها، وننسى أن نستمتع بالثواني القليلة السعيدة. تذكر دائما أنها لحظات ستحفر في ذاكرتك ولن تعود مجددا، وأنك ستحتاجها لاحقا، لذلك استمتع بها وعشها بكل تفاصيلها، أرح عقلك قليلا، دعه ينتظر وساعد قلبك ليكون سعيدا.