مانع اليامي

هل حقا أنت تشبه خالك!

الأربعاء - 22 نوفمبر 2017

Wed - 22 Nov 2017

يتردد في مجالس العوام أن الخال ثالث الوالدين، في الجزيرة العربية يقولون من باب النصيحة «اسأل عن الخال يأتيك الولد»، بمعنى التحفيز على انتقاء الزوجة على أساس يضمن طيب الطوية وكريم الأصل، والمغزى ليس ببعيد عن فطنة العقلاء.

على مستوى التعاملات الاجتماعية ثمة اهتمام بالغ وأحاديث كثيرة عن الخال، أي شقيق الأم. الحديث يطول عن أهمية مكانته الاجتماعية ولا ينقطع عن منزلته أيضا صدقيته وما إلى ذلك من مكارم الأخلاق، كثيرا ما يدور الحديث عن أوجه الشبه بين أبناء أخت الخال وخالهم في جوانب كثيرة، فمن خاله في نظر المجتمع كريم وشهم يرى الناس أنه كذلك، ومن خاله من رواد مجالس النساء يرونه في مقام من لا ينجو من شبه خاله حتى وإن حاول التملص وكابر.

السؤال: ماذا عمن خالهم في نظر الأقارب وأهل الصلة والتجارب في منزلة سيد الكذب واللؤم؟ هل يحق للمجتمع أن يراهم بعين خاصية خالهم؟ ماذا عمن خالهم بخيل وجبان أو نمام، هل من الجائز أن يصنفهم المجتمع على هذا الأساس؟ التجربة سيدة الموقف، والتعاملات يمكن أن تفرز الحالات وفقا لمعطيات الواقع. الغريب في الأمر أن فحص المسألة لن يأخذ الراصد بعيدا عن الموروث في ثقافة المجتمع، وهذا من الغرائب.

حدثني أحدهم وهو كبير في السن على خلفية قضية يبين فيها المعدن عن رداءة موقف أشخاص وتطابق موقفهم مع موقف خالهم في قضية مماثلة. القضية في كل الأحوال مخزية، والمواقف واطية والأدلة قطعية، المهم أنه بحديثه دفعني إلى تتبع التراث، وخلصت إلى أن قناعة الناس قديما وحاضرا تربط بين الرجل وخاله في أمور شتى إلى درجة أن الأمثال الدارجة تنمو في هذا المنحى، وهي في كل الأحوال منحازة إلى قاعدة اسأل عن الخال يأتيك الولد.

تأملت المسألة من باب المقارنة وفكرت طويلا في توثيق نشأة الحيوانات والاعتزاز بسلالتها، وخير مثال الخيول والإبل وكلاب الصيد «السلقان»، واستقر الرأي عندي أن أترك التقديرات لكم. وبكم يتجدد اللقاء.

[email protected]