المؤسسات الخيرية وطبيعة عملها المجتمعي

الثلاثاء - 21 نوفمبر 2017

Tue - 21 Nov 2017

تتطلع الإنسانية في كل إشراقة شمس يوم جديد لأعمال خيرية تقوم بها المنظمات غير الربحية، والتي تحافظ على بناء المجتمعات وتزيد من تماسكها ووحدتها، وتخفف عنها وقع الكوارث والفقر والحروب والأزمات المحلية، وتدفع عنها المزيد من الدمار واندثار ما بنته خلال نهضتها.

ويتسابق على تقديم الأعمال الخيرية نخبة من أبناء المجتمعات، الذين اجتمعت فيهم صفات حب الناس وتقديم العون والمساعدة وانتفاء المغالاة بحب الذات وتكوين ثروات طائلة من دون أن يكون لمجتمعاتهم نصيب من أثرها التنموي الفاعل والمؤثر.

وتتنوع الإسهامات الخيرية المقدمة من هذه النخب بصور، منها المؤسسات الخيرية والمشاركة في بناء المشروعات، وتقديم المنتجات العقارية الميسرة، ورعاية الأيتام، وتوفير مصادر المياه الصالحة للاستهلاك الآدمي لكل مجتمع يعاني من عدم توفره.

كما تشمل الخدمات الخيرية تقديم الغذاء وتوفير الكساء لمن يعانون من صعوبة الحصول عليه وخاصة الأسر الكبيرة والفقيرة، وتقديمه عن طريق مؤسسات خيرية غير ربحية تشرف عليها كفاءات تنظم أعمالها اليومية، ويستمر عطاؤها على مدار السنة بدون توقف، وتقدم خدماتها للمستحقين فقط، وهذا يجعل أثرها ملموسا وظاهرا للجميع.

وتعمل في هذه المؤسسات مجالس منتخبة من المجتمع تتصف بالأمانة والكفاءة العلمية وانتفاء الذاتية، وتعرض نتائج أعمالها على وسائل الإعلام بصفة دورية، كما تعرض أوجه مصروفات وإيرادات الميزانية الخاصة بالمؤسسة الخيرية على المجتمع بشفافية عالية.

وهذه المؤسسات الخيرية تتنوع في أنشطتها وخدماتها حتى يستفيد منها المجتمع في كافة مجالاته. ولا يقتصر العمل الخيري على الاجتهادات الفردية التي سرعان ما تندثر ويكون أثرها محدودا وإعلاميا فقط، كذلك نسبة المستفيدين من الأعمال الخيرية الفردية محدودة جدا، نقيض الأعمال المؤسسية المنظمة التي تدار أعمالها بحرفية عالية، ويستفيد منها المجتمع بصورة دائمة.وللمؤسسات الخيرية المجتمعية المنظمة تجربة ثرة في دول كثيرة، أنشأتها مجتمعاتها وامتلكت التراخيص اللازمة من حكوماتها لممارسة أنشطتها الإنسانية، وحرصت على انتشارها على كافة مناطقها وتقسيماتها الجغرافية، مع التنوع والصدق والأمانة في تقديم الخدمة المناسبة والتي يحتاجها بعض الأفراد في المجتمع، وفق نظام شامل يسوده حب الخير وتقديمه لمستحقيه دون تمييز، ولا يسمح بالتجمهر أمام مقراتها، لأن جميع الخدمات تصل لمستحقيها في منازلهم، أو يسمح بالتواجد في المقرات وفق مواعيد مسبقة وبنظام يحفظ للجميع حقوقه وسلامته.

وفي هذه البلاد توجد جمعيات ومؤسسات رائدة تقدم خدمات جليلة للمجتمع، وما زال مجتمعنا الكريم يأمل بالمزيد من المؤسسات الخيرية ممن يملكون ثروات طائلة، والتي يجب أن تتواجد فروعها في جميع مناطقنا المنتشرة على مساحة تراب الوطن الغالي.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال