سعد الحريري بدنا نروق

الاثنين - 20 نوفمبر 2017

Mon - 20 Nov 2017

حينما سمعت بقصة «احتجاز» سعد الحريري في السعودية، توقعت أن ما قيل هو مجرد نكتة سامجة، فلم أكن أتصور أن بعض أفراد الشعب اللبناني قد وصل بهم تفكيرهم إلى قاع الحمق، وهو الشعب الذي يعتبر نفسه صاحب ألف صنعة وصنعة، وأن بإمكانه أن يحول التراب إلى ذهب، طبعا هذا في السابق قبل أن تسبقه بقية الشعوب الأخرى وتضعه جانبا، وتتخلى عن كل ما تسمعه منه بشكل مباشر أو بالغمز واللمز.. هذه الشعوب التي كان يراها اللبنانيون مجرد بدو يعيشون في صحراء قاحلة ويركبون الجمال، انشغلت ببناء دولها والعمل على تنمية مواردها البشرية من مواطنيها، ولبنان يتبختر في انكساراته وهزائمه المتكررة. وحين اتهمت السعودية بـ»احتجاز» الحريري، كان العالم كله يعلم بأن هذه الفكرة، هي من تأليف وإنتاج وإخراج حزب الله ومن معه، في محاولة للتعتيم على ما كشفه الرئيس سعد الحريري في خطاب استقالته، فليس هناك ما يدفع السعودية إلى احتجاز الحريري. والغريب ليس فقط اللبنانيون الذين يعيشون في الضاحية أو بيروت أو صور، ممن يروجون لفكرة الاحتجاز، وإنما حتى بعض اللبنانيين الذين يعيشون في السعودية وعلى أرضها، متأثرين من الفكرة التي أطلقتها أبواق الإعلام التابعة لحزب الله وميشال عون، ووجدت صدى واسعا لدى أصحاب الألف صنعة والفتوش والحمص. يبدو أننا خسرنا في أن نؤمن بأن الشعب اللبناني بات أكثر نضجا ووعيا، على الأخص أنه عايش معارك وحروبا دمرته وأحرقت اليابس والأخضر، كما لا يمكن أن ننسى معاركه الجانبية مثل الاحتجاجات التي جاءت عام 2015 تحت اسم «طلعت ريحتكم»، بعد تراكم النفايات في شوارع بيروت وسائر المناطق.اللبنانيون حتى يصدقوا ما يقولون، ما إن ظهر دولة رئيس الوزراء المستقيل سعد الحريري على شاشة التلفزيون، لم

يلقوا بالا لما قاله عن لبنان وعن إحباطاته تجاه وطنه، وإنما كان جل اهتمامهم كيف يمكن لهم أن يفكوا الشفرة السرية، ليتأكدوا من اختطاف رئيس وزرائهم المستقيل، فانشغلوا بقياس حجم الطاولة ونوع الكرسي ولون البدلة، والنبتة التي كانت على يمين الرئيس ولماذا تبدو ذابلة، ولماذا هناك سواد تحت عينيه، متناسين مدى حزن الحريري على لبنان.

وأكثر ما انشغل به اللبنانيون كبيرهم وصغيرهم، كان عن عدم تغيير الحريري لبدلته، كنت أقول لأحد الزملاء وليس هذا تقليلا للحريري الذي نحبه ونحترمه، «ولماذا نختطف سعد الحريري؟ أعطني سببا واحدا لكي أقتنع بذلك؟»، لا أحد من اللبنانيين يريد أن يقتنع بأن الحريري لم يكن مختطفا، لسبب واحد وبسيط، لو علم بأن لبنان هو بحد ذاته مختطف من دولة أخرى، تدير أمور حياته ومستقبله السياسي، هنا من الممكن أن أستوعب وأحترم كل ما يقوله أي لبناني.

تغريدات سعد الحريري

  • بدي كرر وأكد أنا بألف ألف خير وأنا راجع إن شاء الله على لبنان الحبيب

  • خلونا نروق

  • إقامتي في المملكة هي من أجل إجراء مشاورات حول مستقبل الوضع في لبنان

  • أقول بوضوح إن الاعتداء على أي مواطن سعودي أو على ممتلكاته هو اعتداء على سعد الحريري

  • رأسمال بلدنا هم اللبنانيون وقدرتهم على الإبداع والإنتاج والأفكار