أحمد صالح حلبي

أين نادي مكة الأدبي؟

الاثنين - 20 نوفمبر 2017

Mon - 20 Nov 2017

كلما زرت مدينة جدة وحضرت أيا من فعالياتها الثقافية أو الأدبية بنادي جدة الأدبي، أو جمعية الثقافة والفنون، أو حتى الصوالين الأدبية، أجد نفسي حائرا عاجزا عن إجابة شافية، لسؤال أتلقاه من هذا وذاك، عن حال نادي مكة الثقافي الأدبي، وتساؤلات الكثيرين عن موقعه، أين هو؟ وأين مبناه الأسطوري الذي تغنى به مجلس الإدارة؟ وأين.. وأين.. ولماذا يقتصر النادي المشاركات الخارجية على أسماء محددة في كل مناسبة تنظم محليا دون تنوع؟ وهل عجزت مكة المكرمة عن إيجاد قدرات أدبية وثقافية غير هؤلاء المرشحين دوما؟

وكثيرا ما أجد نفسي وسط الأسئلة المطروحة عاجزا عن الإجابة، في ظل المعاناة التي يعيشها النادي الذي بات اليوم ملتقى للنزاعات والخلافات، فلا مجلس إدارة يديره، ولا نظام يسير عليه، فلم يتبق من المجلس المنتخب سوى الرئيس وعضوين، فالنائب فضل الابتعاد منذ فترة طويلة، سبقه ولحقه مجموعة من الأعضاء الذين نهجوا نفس النهج، ولا نعرف ما هي أسباب هذا البعد حتى الآن.

وأصبحت إدارة النادي منحصرة في الرئيس ومعه عضوان من مجلس الإدارة، ونفر قليل من أعضاء الجمعية العمومية ـ المقربين طبعا ـ يتولون إدارة النادي وفعالياته النادرة ومسابقاته وفائزيها!

أما المبنى الذي قيل إنه سيكون معلما حضاريا على الدائري الثالث، فقد أصبح معلما حضاريا غير مكتمل، بعد توقف العمل به منذ سنوات لعدم توفر السيولة المالية كما يقال، أو لعدم التزام المقاول بالمواصفات كما أشيع.

وبين القول والشائعة أصبحنا ننظر لنادي مكة الثقافي الأدبي على الورق، متذكرين تلك السنين الماضية، يوم كان النادي بحي العزيزية وسط المناطق السكنية، وليس بغرف خشبية بمبنى المكتبة العامة، وكانت فعالياته تقام أسبوعيا وبشكل منتظم، وبحضور نخب ثقافية من منطقة مكة المكرمة، وغيرها من مناطق المملكة.

لكن حال النادي اليوم تغير فغابت فعالياته وأنشطته، باستثناء بعض اللقاءات النسائية التي توحي بتحول النادي من ناد ثقافي أدبي إلى ملتقى نسائي، على غرار ملتقى بكة النسائي الذي كان يقام بمؤسسة مطوفي حجاج جنوب آسيا قبل سنوات.

وفي ظل صراعات الكراسي وغياب النائب ومجموعة من الأعضاء، يبقى السؤال: هل تعتبر قرارات مجلس الإدارة صحيحة؟ أم إن المجلس لا يجتمع؟

إن ما يريده مثقفو مكة المكرمة ومفكروها أن يكون النادي ناديا أدبيا ثقافيا كما هو في مسماه، مشرع الأبواب لجميع أبناء مكة المكرمة بمختلف مستوياتهم الاجتماعية، لا أن يكون حكرا على أشخاص.

فهل يعي مسؤولو النادي الباقون هذا، ويعملون على إعادة ترتيب الأوراق، أم سنظل ننتظر تدخل وزارة الثقافة والإعلام لنبش الأوراق، وإخراج الأخطاء؟ أو نترك النادي يسير بمزاجية هذا ورغبة تلك، حتى يأتي اليوم الذي نرى فيه سكرتير النادي هو من يسير أعماله بعد غياب مجلس الإدارة بالكامل؟

ويبقى السؤال: متى يأتي اليوم السعيد على نادي مكة الثقافي الأدبي؟

[email protected]