عبدالله العولقي

لا مكان لإيران في بلاد العرب

الاحد - 19 نوفمبر 2017

Sun - 19 Nov 2017

استطاعت المملكة العربية السعودية بسياستها الحكيمة والمنبثقة من رؤى الاعتدال أن تعيد للعرب عروبتهم القحة وأصالتهم النفيسة من خلال بتر الأيادي الصفوية الخبيثة عن بلاد العرب. واليوم نشاهد قنوات الإعلام الصفوية وأذنابها من العرب المرتزقة يهاجمون المملكة بصورة عشوائية تدل على مدى التخبط الذي يعيشونه في الفترة الراهنة جراء النجاحات المتوالية التي حققتها السياسة الخارجية السعودية.

ولعل آخر هذه الادعاءات التي ما تفتأ وسائلهم الإعلامية بجعجعتها على أتباعهم بأن الرياض «تحتجز» رئيس الحكومة اللبنانية المستقيل سعد الحريري، ولعل المتابع العربي البسيط يلمح بفطرته السوية مدى سذاجة هذه الادعاءات الكاذبة والافتراءات المغلوطة، لأن الواضح الجلي من خلال متابعة المشهد السياسي اللبناني أن ميليشيات ما يسمى بحزب الله (تعالى الله أن يكونوا حزبه) قد اختطفت الدولة اللبنانية وتنوي تسليمها لقمة سائغة لطهران، وذلك بوضع العراقيل المستحيلة والحواجز المنيعة أمام كل مبادرة سياسية أو حلول اقتصادية تتقدم بها حكومة الحريري التي لم تجد بدا من تقديم الاستقالة.

السياسة الإيرانية أصبحت مكشوفة لدى العالم الغربي، فوزير الخارجية الفرنسي يصرح أن سعد الحريري حر الحركة في السعودية ولا قيود على تحركاته، كما أنه لا يخضع للإقامة الجبرية كما تدعي وسائل الإعلام الإيرانية وأذرعها المتطرفة في المنطقة، كما أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الألمانية سوسن سلي بأن الحريري يستطيع الذهاب لأي وجهة يشاء وليست هناك أي قيود على تحركاته.

كما أن السياسة الإيرانية أصبحت مكشوفة لدى العرب الأقحاح بأنها دولة إرهابية وسياستها نشر الإرهاب في المنطقة، ولذلك صرح وزير الخارجية السعودي الأستاذ عادل الجبير بأن إيران دولة خارجة عن القانون وراعية للإرهاب وتؤوي الإرهابيين، وعلاقاتها مشبوهة ومعروفة مع تنظيم القاعدة وزعيمها أسامة بن لادن منذ فترة التسعينات، وأن مجلس الإدارة الافتراضي للقاعدة هرب لإيران في العام 2002، ووجه عمليات إرهابية لعدة دول منها المملكة العربية السعودية.

والسؤال الذي نوجهه للمغرر بهم من إخواننا العرب، ماذا قدمت إيران للعرب غير الإرهاب والدمار والقتل الذي تجيد نشره في البلاد التي تتمكن من الولوج إليها بواسطة الأحزاب الارتزاقية، فبغداد تنزف وصنعاء تبكي وبيروت تتألم ودمشق تنهار، كل هذه رسائل للوطنيين والمخلصين من أبناء العرب أن يضعوا أيديهم معا ضد أي محاولات لاختراق اللحمة العربية.

وأخيرا، كل ألاعيب إيران الإعلامية أضحت مكشوفة لدى العالم، والعرب الذين استطاعت إيران في فترة سابقة خطب ودهم بأمان مذهبية تكشفت لديهم هذه الألاعيب الصفوية وبدؤوا يعودون إلى الحضن العربي الكبير الذي تتزعمه المملكة العربية السعودية، فهذا العراق يصحو من سباته ويعود إلى أشقائه وأحبابه، ويخرج من العباءة الإيرانية المقيتة إلى عروبته وأصالته التاريخية، وها هو اليمن السعيد تلوح آفاق الانتصار العربي يوما بعد يوم، وها هو لبنان المجد يرفض الاستسلام للمد الفارسي وأن يكون منصة لمهاجمة المملكة، وبعد هذا المخاض العسير سينتصر اللبنانيون الشرفاء، وسيعود لبنان عربيا وحرا أبيا.