دعم رواد الأعمال

الاحد - 19 نوفمبر 2017

Sun - 19 Nov 2017

رواد الأعمال، من الجنسين، يقدمون أعمالا جليلة لمصلحتهم ومصلحة المجتمع والحركة الاقتصادية والتجارية. إن رواد الأعمال، بحكم أعمارهم وأفكارهم وبيئتهم، يدخلون في مجالات جديدة لم يقدم عليها رجال الأعمال التقليديون من الآباء والأجداد، ومن الأوائل ممن تنبهوا لأهمية الدور الذي يقوم به رواد الأعمال، كان البروفيسور محمد يونس الحائز على جائزة نوبل، والذي نادي بضرورة دعمهم ومساندتهم نظير الأعمال الهامة وغير التقليدية التي يقدمونها للاقتصاديات الوطنية.

إن هؤلاء الرواد يعتبر كل منهم «رائدا» لأهله ولكل من حوله، خاصة وأنهم يأتون بأفكار جديدة طازجة ويبدؤون في تطبيقها بالرغم من مخاطر عدم وضوح الطريق، مما قد يؤدي للضياع ثم الهلاك. ولكن بالرغم من هذا فهم شجعان ومقدامون ولا يهابون من المجهول، بل يتقدمون نحوه، ومن هنا، تأتي ريادتهم ومن ثم قيادتهم لدفة الاقتصاد والتجارة وكل ما يرتبط بمجتمعهم.

ولكن، وبالرغم من كل هذه الخطوات الريادية الجريئة، إلا أن مسار رواد الأعمال ما زال محفوفا بالمخاطر الخطرة والصعاب العصيبة، مما قد يؤدي إلى الخسران المبين وفقد الأموال والممتلكات والإفلاس، ولاحقا، وما هو أخطر، فقد الثقة في النفس وفي الأعمال وكل من يدور حولها. ومن هذا يفقد الرائد الرغبة في العمل، ثم يفقد المجتمع الرائد وما في جعبته من أفكار وتطلعات.. والجميع يخسر.

ولتجاوز كل هذا علينا اتخاذ خطوات جريئة مثل جرأة رواد الأعمال. ومن أهم هذه الخطوات وضع الأرضية القانونية الثابتة الخاصة بحماية ورعاية ودعم رواد الأعمال في كافة المجالات والمشاريع التي يتجهون نحوها، هذا السند القانوني، هام جدا لأنه سيشكل القوقعة أو الرحم الذي يتشكل وينمو داخله رواد الأعمال. وبعد ذلك يخرجون للعالم وهم أقوياء الشكيمة وأقوياء العود والعضل والمخ.

إن رواد الأعمال يملكون الأفكار والخطط والتطلعات الجريئة غير أن غالبيتهم لا يملكون المال الكافي لتنفيذ ما في مخيلتهم من أفكار وبرامج. وهكذا قد يكون المال والمادة من أكبر العوائق التي تعوق «الريادة» التي ينتهجها رواد الأعمال.. ولهذا، لا بد من دعم كل رواد الأعمال ماديا وماليا ومنحهم الدعم المالي والقروض الميسرة حتى يزرعوا الأفكار ومتابعة هذه الزراعة حتى تنمو وتزدهر وتأتي بأكلها وثمرها البهيج.

وهناك أيضا ضرورة قصوى للدعم المعنوي للرواد. وهذا الدعم يتمثل في القبول لمنتجاتهم وخدماتهم. ومشاركتهم في صقل الأفكار وتشذيبها لتوائم حاجة المجتمع. وكذلك، تقديم التدريب كلما كانت هناك حاجة له لأن نقل تجارب وخبرات من سبقهم يعود علي الجميع بالفائدة، وهذا التعليم والتعلم وصقل المهارات يمنح الرواد المزيد من الثقة في النفس والعزيمة لمواصلة المشوار.

في العديد من الدول يتم إنشاء مجمعات خاصة وحاضنات «انكيوبيترز» لحضن رواد الأعمال عبر تقديم كل الخدمات اللوجستية لهم، من مكاتب ومخازن وسكرتارية ومحاسبة، وغيرها. ولقد تبين أن مثل هذه الخطوات، تساعد رواد الأعمال لدرجة كبيرة جدا، خاصة في المراحل الأولية لأعمالهم. ومن هذه الحاضنات يبدؤون الوقوف ثم المشي ثم الركض ثم الانطلاق، وعلى دولنا السير في هذا النهج وإعداد المدن اللازمة وتجهيزها التجهيز الكافي حتى يتقدم رواد الأعمال وعبرهم سيتقدم الاقتصاد الوطني لرحاب أوسع.

إن أهمية ريادة الأعمال تنبع من أن ما تقدمه يشمل كل القطاعات وكل الخدمات، ونجدها في كل طريق وكل مجمع وكل ركن. وكل هذا يشكل دلالة واضحة على مدى أهمية بل وحساسية ما يقومون به لخدمة المجتمع. ومن آخر الإحصائيات التي قامت بها العديد من المؤسسات العالمية، تبين أن نشاط رواد الأعمال يتجاوز عشرات المليارات من الدولارات، وهذا الرقم في تصاعد مستمر وسريع.

كل هذا يحتم علينا الاهتمام بهذا النشاط الحيوي وبمن يقوم به من الفرسان الرواد، لأن الفائدة ستدور وستعود للمجتمع وكل من يعيش فيه، ومن هذا تعود الفائدة لرواد الأعمال وتتحقق الريادة في الأعمال، مما سيفتح العقول للمزيد من الأفكار الريادية.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال