المسرح السعودي النسائي.. إلى أين؟

السبت - 18 نوفمبر 2017

Sat - 18 Nov 2017

معتذرين لأشهر كتاب المسرح أمثال شكسبير وميلر وتنسي وليم وأوجين أونيل الذين كتبوا عن كلاسيكيات وقضايا عصورهم، لسنا ملزمين بإعادة إرثهم أو محاكاتهم. بهذا الاعتراف اللبق الجميل والترحيب بدراسة وتحليل ونقد أعمال أولئك الأدباء قرر كتاب المسرح البريطاني والأمريكي التركيز على هويتهم بأبعادها (الذاتية والجماعية والثقافية والوطنية) وعرض تجاربهم ونشر تصوراتهم. فعقدوا العزم على التحدث عن مشكلاتهم وجعلها حاضرة صورة وصوتا أمام جمهور على خشبة المسرح.

ومما لا شك فيه بأن العنصر النسائي في الإعلام والأدب الإنجليزيين يتصدر قائمة كتاب المسرح أمثال: كارل تشرشل وديبي تاركر جرين ونينه رينيه وغيرهن كثيرات. فجاءت مسرحياتهن تعالج قضايا المرأة والمشكلات التي تعترضها مثل العنف والتحرش والعنصرية والقضايا الأسرية تحت عنوان إنسانية الأنثى عالميا. باعتبار تلك القضايا هاجسا مشتركا بين نساء العالم، وما أضافته الكاتبات الأمريكيات للمسرح الأمريكي أمثال ميرسي أوتز وارن، وسارة بوقسن سميث، وآنا ريتشي، وسوزان جوسبل، والكثيرات هو تمثيل المرأة الأمريكية تحديدا وما تواجهه من مشكلات وإحباطات جراء الحرية غير المتوازنة في المجتمع الأمريكي.

إشارة إلى المسرح السعودي الذي لا محالة بدأ من المدرسة التي تعزز القيم والأخلاقيات الإسلامية، وتؤكد على الوطنية والمواطنة الصالحة، وعرض المشكلات الاجتماعية بطرق واعية بعيدا عن مساس الثوابت والأخلاقيات والذوق العام بشيء من السخرية أو الاستخفاف أو التهاون، لا ريب أن الجامعات السعودية تولي هذا الفن اهتماما بالغا لما يحققه من أهداف تربوية وسلوكية هامة في مرحلة الشباب.

هناك الكثير من التجليات في ظل تشجيع العنصر النسائي لدخول عالم المسرح ضمن فعاليات هيئة السياحة والترفيه التي معه، ونأمل مستقبلا راقيا للمسرح السعودي النسائي الذي تلزمه مراعاة معايير وتقاليد المجتمع السعودي بهوية إسلامية رصينة واثقة من خلال:

أولا: تخصيص مسارح نسائية مستقلة كاملة الخصوصية للمرأة وعدم الاختلاط مع الرجال لا في التمثيل ولا في الجمهور.

ثانيا: أن تكون ميزانية تلك المسارح النسائية اقتصادية محققة لتنفيذ أدوات وتقنيات المسرح الحديث. فما خشبة المسرح إلا مكان تنطلق فيه المرأة بكل أريحية لبث همومها وتطلعاتها لمجتمعها النسائي.

ثالثا: التذكير بأن قيمة المسرحية الجادة والهازلة للأديب والناقد والمتلقي هي فكرة جوهرية تلامس واقعه وتطرح حوارات ماتعة لحلول واقتراحات تتباين بين المنطقية والإبداعية.

رابعا: إن المسرح فن ينشد جمهورا متفاعلا واعيا بعناصر المسرح الدرامي من حيث الفكرة، الحدث، الشخصيات المسرحية، الصراع، الحوار، حتى تحقق المسرحية هدفها المنشود.

خامسا: لنتذكر أن أغلب رواد المسرح العالمي كان تركيزهم الجوهري على فضيلة النصرانية ونقد مجموعة متنوعة من الفشل الأخلاقي والديني في الشريعة النصرانية المنتشر في عصورهم.

ختاما:

هل أثرينا وأحسنا صناعة ما يسميه الغرب الفن المحمدي (Mohammedan Art) بمعايير وهوية إسلامية وسطية معتدلة؟