محاربة الفساد

السبت - 18 نوفمبر 2017

Sat - 18 Nov 2017

لا شك أن الفساد سرطان قاتل للنمو والتقدم ويعطل عجلة الحياة والتنمية ويجهض الآمال والأحلام، وإن لم يكن الفساد وليد اليوم فقد عانت وتضررت منه أمم قبلنا وبعدنا.

وإن كان الفساد أشكالا وألوانا وطرقا ملتوية إلى أن يشاء الله إظهار الحق (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون)، كثيرون ‏اختبؤوا خلف قناعه المزيف بابتسامة بيضاء وملابس زاهية ليخادعوا بني جلدتهم بحسن النوايا، وهم

أبعد من ذلك في الأقوال والأفعال (يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون)، فهذا هو النفاق بعينه، إظهاره بلسانه من القول والتصديق، خلاف الذي في قلبه من الشك والتكذيب، ليدرأ عن نفسه، بما أظهر بلسان.

الفساد فيروس قاتل مميت ينهش في الأجسام المريضة ويفتك بقواها ويهدم مناعتها لتقع من طولها دون رحمة وشفقة، وكثيرا ما نسمع عن الفساد ولكن لا نعلم من يقف خلفه ومن يتعامل معه ولكن نلمسه من خلال تعايشنا مع الواقع، في العمل والشارع والمجالس وفي كل زمان ومكان، فكم شاهدنا ماذا عملت الأمطار والسيول في فضحهم، وكم مشاريع طال عليها الأمد لم تنفذ وران عليها الغبار ولعبت في ملامحها عوامل التعرية.

وكم من ممتلكات وبنايات هشة تلاعب بها مقاولون وشركات ومؤسسات سقطت على رؤوس الأبرياء، كل هذا لأجل تحصيل أموال طائلة تدخل في حساباتهم مقابل تنفيذ مشاريع بمواد أقل تكلفة دون مراعاة لأرواح البشر.

تأملت كثيرا في كلمة خادم الحرمين الملك سلمان حفظه الله أثناء اجتماعه بالوزراء قائلا: هذه البلاد مستمدة شريعتها من الكتاب والسنة ولا ترضى على مواطنيها (الفساد) وآذاننا وأبوابنا وهواتفنا مفتوحة للمواطنين، ولهم الحق بمقاضاة الملك أو أبنائه أو أي فرد من أفراد الأسرة المالكة، ولا توجد حصانة في هذه البلاد لأي مسؤول مهما كان نفوذه.

واستشهد بموقف للمؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه. وتستمر حكومتنا في ملاحقة المفسدين ونستذكر حديث ولي العهد الأمين محمد بن سلمان في برنامج الثامنة بأن لا ينجو من أثبتت عليه قضايا الفساد وسيقدم للعدالة وينال العقاب المستحق، وها نحن اليوم نرى ونسمع ونشاهد من وقعوا في فخ الفساد بالاسم والصورة، وسيأتي الدور على من اختبأ ولو بعد حين.

ملك يحارب هنا وهناك لأجل شعبه ووطنه، وولي عهده يتربص بكل خائن يندس تحت مظلة الفساد وشعب يعمل لأجل رفعة وطنه، فكيف يكون للفساد والمفسدين مكان بيننا وقد اتسخوا بأقبح الصفات الذميمة.

جميعنا محاربون تحت قيادة حكيمة ورشيدة يقودها سلمان الحزم، لا ترحم ولا تغفر لمن يتطاول على ممتلكات الوطن دون وجه حق، وأجزم من بعد صدور الأوامر الملكية (ليلة كشف الفساد) لن يجرؤ من يفكر عبثا في نهب حقوق مصالح الوطن والمواطن، ولن يكون للفساد موطن من بعد اليوم، ومن لا يخاف ويراقب الله في أعماله سيكون مصيره مظلما، وسينال عقابه في الدنيا قبل الآخرة.

كفى الله بلادنا شر كل من يتربص بها ويسعى لدمارها وتشتيت شعبها، وسنقف قلبا وقالبا خلف قيادتنا وسنكمل المسيرة بالعمل والجد، فهذه رؤية محمد بن سلمان بدأت تتشكل ملامحها وتضعنا في الطريق الصحيح، لتأخذنا لمستقبل مشرق بسواعد أبنائنا وكفاحهم المستميت لخدمة دينهم ومليكهم ووطنهم، ولن يخذل الله دولة خلفها رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.

الأكثر قراءة