مجرد نكرة!

الجمعة - 17 نوفمبر 2017

Fri - 17 Nov 2017

ميشال عون هذا الإنسان الذي عاش طيلة حياته يقاتل من أجل السلطة، لا لشيء آخر، تخيل معي أن يقضي الإنسان طيلة حياته معارضا لنظام معين « النظام السوري»، ويتغرب من وطنه بسبب هذا النظام الذي طرده شر طردة، ثم يعود ليصالح نفس النظام، ويكون حليفا له!

بالنسبة لي أمر لا يدعو للاستغراب، لقد كان كفاحه ضد الوصاية السورية من أجل الوصول لأحلامه الشخصية: السلطة، والجاه، والمال والشعبية.

نجح عون في إيهام مناصريه بأنه رجل المواقف الوطنية، والمنافح عن سيادة واستقلال بلاده باكتفائه باللباس العسكري، وإلقاء الخطب الرنانة بين وقت وآخر، واللعب على وتر العاطفة كان وسيلة ذكية، ونحن العرب بطبيعة الحال شعوب عاطفية!

عاد من جديد بعد عزلة طويلة، وما زال حلم السلطة يراوده، شارك في الانتخابات الرئاسية وفشل، ولأن القيم والمبادئ الوطنية التي تبناها كانت «للضحك على الذقون» تحالف مع أعداء الأمس، وكانت أولى خطواته تغيير خطابه السياسي، وتبنيه برنامجا مختلفا، فأصبحنا نستمع لـ«عون آخر» يتحدث عن الإصلاح السياسي، والقضاء على الفساد وغيرهما، هذا التغيير جاء بعد تفاهمات مع حزب الله، الحليف الوفي للنظام السوري. تحرك عون بعد ذلك بشكل أسرع وأوضح، ورمى خلف ظهره تاريخ كفاحه المزيف ليصافح الأعداء في زيارة لكل من طهران ودمشق من أجل دعم ترشيحه لكرسي الرئاسة، وفشل مرة أخرى بسبب عدم الاتفاق عليه. حاول من جديد وعرقل كثيرا من العملية السياسية في لبنان، وبعد ضغوط سياسية شديدة مارسها على الحكومة نجح أخيرا في الجلوس على كرسي بعبدا، لكن بعد ماذا؟ بعد أن رضخ للوصاية السورية، ورحب بالوصاية الإيرانية، فأصبح لبنان بلا استقلال ولا سيادة. لقد كانت حربه في الكفاح عن سيادة بلاده «نقطة سوداء» في تاريخ حياته. هو لم يخض الحرب بشرف، ولم ينل الهزيمة بشرف. إنها فضيحة ورضوخ للعدو، ووطن باعه بثمن بخس.

لبنان الآن تحت عهدته وطن يرزح تحت خط الفقر، ويسبح في النفايات، ويحرسه الحشاشون، ومع كل هذه المشاكل يتفرغ هذا «الخرف» للتطاول على المملكة العربية السعودية التي دعمت لبنان كثيرا وما زالت، لكن لا يلام من هو جندي في ولاية الفقيه. كرسي الرئاسة جعله يفقد عقله ويتخبط في تصريحاته ويتمادى، لكني على يقين أنه سيشتاق لكرسي الرئاسة كثيرا، وأنه من البائسين الذين طوال حياتهم لم يطالوا شيئا ولن يطالوا.