أطفالنا ووسائل التواصل الاجتماعي

الخميس - 16 نوفمبر 2017

Thu - 16 Nov 2017

إن الحركة واللعب والصخب من أهم ما يميز حياة الطفل، فالأطفال هم بهجة الحياة وزينتها، وهم من يملأ البيت صراخا ولهوا ولعبا، وهم الحياة والأمل والسعادة، قال تعالى «المال والبنون زينة الحياة الدنيا».

مع ثورة التكنولوجيا والتطور السريع في الإعلام والفضائيات أصبح العالم قرية صغيرة يتابع سكانه الحدث لحظة وقوعه، مما ساهم في ظهور شخصيات من مختلف أنحاء العالم لها تأثير واضح على أفراد المجتمع، خاصة الأطفال والمراهقين.

إن التغير السريع في نمط الحياة جعل الطفل يستبدل لعبته بالهاتف النقال أو الآيباد، ويتخلى عن لعب الكرة في وسط الحارة بلعبها وهو جالس في غرفته أمام أجهزة البلايستيشن.

أصبح من السهل عليه التواصل مع شخصيات عديدة ومخاطبتها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، مما غير كثيرا في سلوك أبنائنا وتصرفاتهم وحتى عباراتهم وألفاظهم، فظهرت مصطلحات جديدة تتواكب مع ثورة التكنولوجيا.

لقد أصبح الطفل يتابع عبر اليوتيوب أو السناب شات أو الواتس مقاطع لبعض الأشخاص، يتضمن بعضها تحريضا على العنف، ومقالب يقال إنها فكاهية وهي في الحقيقة لا تحمل مضمونا ولا هدفا إلا السخرية من الآخرين.

ظهر لدينا الكثير من الباحثين عن الشهرة عن طريق تلك المقاطع، بل تعدوا الحد بمقاطع مستفزة، وأحيانا مرعبة، وفي مرات مثيرة للعواطف، وأصبح مقصد هؤلاء الشهرة والانتشار دون مراعاة لمن يوجه لهم هذا الخطاب المرئي.

أصبح الطفل والمراهق ينام ويستيقظ على كم هائل من المشاهدات فيها الصالح والطالح، وهذا بذاته عبء ثقيل على الأسرة من حيث الرقابة على الأجهزة وما يشاهده أبناؤها.

لقد أثرت شخصيات وسائل التواصل الاجتماعي في حياة أطفالنا، بل إنهم أصبحوا قدوة إما سلبا أو إيجابا، وهنا يقع على عاتق الأب والأم مسؤولية عظيمة في متابعة الأبناء والحرص على معرفة ما يشاهدون عبر تلك الأجهزة، مع مراعاة حقوقهم وعدم إشعارهم بالمراقبة أو التعدي على خصوصيتهم من خلال زرع الثقة المتبادلة بين الوالدين وأبنائهما، وجعل مساحة من الحرية وتبادل الرأي بينهم، مما يساهم في تقبل كل طرف لطرح الآخر ووجهة نظره، أيضا يساعد ذلك في تصحيح الفكر الخاطئ، والمفاهيم المخالفة للآداب والتعاليم الإسلامية.

يجب أن يراعي بعض مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي الصدق والكلمة الهادفة، ويعرفوا أنهم يدخلون بيوتنا بدون استئذان، فعليهم أن يجعلوا مخافة الله أمام أعينهم في كل ما يقدمونه لنا.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال