خالد العبيوي

بإعلامها.. حفر الباطن خالية من الفساد!

الخميس - 16 نوفمبر 2017

Thu - 16 Nov 2017

هناك إعلاميون وكتاب أقلامهم مؤثرة، كتبوا لمحافظة حفر الباطن وأثاروا مواضيع عدة، فمثل هؤلاء نفخر بهم، وهناك إعلاميون وكتاب تنقصهم الخبرة والمهنية في دقة نقل الخبر وتعاطيه، فجمال القلم أن يكون حرا وشريفا، وأن يكتب بذمة وضمير، وأن يخلو من التملق والمحاباة والتحزبية والعنصرية، وذلك حفاظا على شرف القلم والكتابة، وحفاظا على هوية الكاتب.

إن الهوية الوطنية بتعريفها الخاص لدى الكثير هي الأمانة والعمل والجد والاجتهاد للرقي ببلدنا ليكون في مصاف الدول المتقدمة. ومحافظة حفر الباطن ازدهرت ونمت وتطورت وتخرج من أبنائها الكثير من أصحاب البكالوريوس والماجستير والدكتوراه. ولا يخفى عليهم ما يدور في محافظتهم من بعض الدوائر الحكومية المقصرة في خدمات المواطن، ولا نجد من يدفعها لتعقيدها. وزاد الطين بلة المدح المبالغ به من البعض، والذي يصل إلى درجة النفاق، ويدفع بالمسؤول إلى الغرور ويصرفه عن القصور، وعدم رؤية الأمور على حقيقتها، فيتحول إلى فساد، كما وصفت هيئة مكافحة الفساد (نزاهة) مدح المسؤول بغير ما فيه أو المبالغة في الثناء على إنجازاته بأنه نوع من أنواع الفساد. في الحقيقة ما زلنا في محافظة حفر الباطن نفتقد لثقافة «النقد الهادف»، وتستمر المعاناة في الطرف الآخر لإقناعه بالتمييز بين نقد العمل والنقد الشخصي!

إن النقد والثناء من المواضيع الهامة في حياة الأفراد والشعوب، لا يستغني أحد عنهما مهما علا شأنه وعظم قدره وجل علمه وارتفعت مكانته، فهو أحوج ما يكون إلى نقد بناء ومدح وثناء، فبالنقد يقوى المعوج، وبالثناء يغذى ويروى العامل والباذل، ويشجع المصيب. وبالنقد يصحح الخطأ ونعرف عيوبنا لنصححها، وسبب تأخرنا وتراجعنا فنتجنبهما، وبالنقد ينكسر ما في نفوس الناس من العجب والغرور، ويرتدع ويهاب المسؤول المعتدي والمتكاسل والمستبد، و»بالثناء» نعرف صوابنا لنستمر به، ونعرف سبب تقدمنا وسر إبداعنا فنتمسك به، وترتفع معنوياتنا ويزول إحباطنا، وبالثناء يزداد المسؤول المخلص والناصح عطاء وبذلا.

إذن فالنقد والثناء المنضبطان أمران ضروريان لا يستغني عنهما أحد أبدا، وهما قرينان متلازمان لا ضدان متنافران، ولا يكفي أحدهما عن الآخر، وإذا انفك أحدهما عن الآخر فهو علامة على فساد المنهج وحصول خلل في السلوك والتربية والتعامل، ولا تجد أحدا يأخذ بأحدهما دون الآخر، إلا ورأيت الخلل حليفه والنقص قرينه.

وفي حفر الباطن بعض رؤساء ومدراء الدوائر الحكومية يتخيلون أنهم يحملون حصانة، وأنه لا يحق لأي مواطن توجيه السؤال أو إبداء وجهة النظر. ولجأ بعضهم لدعم بعض الحسابات والمواقع من أجل التلميع والظهور بالصورة العملية التي تحمل على عاتقها «الثقة» من ولاة الأمر للحفاظ على ممتلكات الدولة وأموالها ليساعد في التنمية والبناء. وللأسف انقسم بعض الأقلام إلى قسمين، أحدهما «تلميع المقصرين لحد الغثيان»، فيما اتجه الآخر للانتقاد القاسي لأحد مسؤولي المحافظة بقسوة وتجريح، محملين إياه المسؤولية كاملة، والتقصير في خدماتها. والحقيقة أن هذه الأقلام لا تتجرأ بانتقاد البعض ممن وضعته الدولة لخدمة المواطن.

إن النيابة العامة قالت: كل موظف عام طلب لنفسه أو لغيره، أو قبل أو أخذ وعدا أو عطية لاستعمال نفوذ حقيقي أو مزعوم للحصول أو لمحاولة الحصول من أية سلطة عامة على عمل أو أمر أو قرار أو التزام أو ترخيص أو اتفاق توريد أو على وظيفة أو خدمة أو مزية من أي نوع، يعد مرتشيا.

‏مكافحة الرشوة، الكلمات بسيطة، ولكن لها مفعول السحر بكل تأكيد، وحتى تتحول الكلمات إلى أفعال، عزيزي المسؤول، الأرض مزرعة فيها من يزرع الخير وفيها من يزرع الشر، فحدد موقعك من المزارعين، وفي النهاية احصد ما زرعت.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال