أحمد الهلالي

أعرابي أذكى من دول!

الأربعاء - 15 نوفمبر 2017

Wed - 15 Nov 2017

يحكى أن أعرابيا عرج على دار حاتم الطائي بعد عناء سفر طويل ملتمسا الراحة والطعام والشراب، لما سمعه عنه من كرم ومروءة، فلما التقاه حاتم سأله (بجفاء) عن حاجته، فأجابه الأعرابي: والله إني متعب من السفر، وشديد الجوع والعطش، فقصدتك لما سمعت عن كرمك، فقال له حاتم (متعمدا الجفاء): وهل داري مفتوحة لكل من يقصدني كي يرتاح ويأكل ويشرب؟ فارتبك الأعرابي واحمر وجهه خجلا، وأسرع إلى جواده، فامتطاه مطلقا له العنان دون أن ينطق بكلمة، فلما ابتعد، تلثم حاتم وامتطى جواده ولحق به، وحين التقاه، حياه وقال له: من أين قادم يا أخا العرب؟

فأجابه الأعرابي: من عند حاتم الطائي.

فسأله: وما كانت حاجتك عنده؟ فأجاب: كنت جائعا فأطعمني وسقاني. عندها كشف حاتم عن وجهه وهو يضحك، فسأل الأعرابي: لماذا كذبت علي؟ فأجابه الأعرابي: والله لو قلت غير ذلك لما صدقني أحد من العرب، ولقالوا عني: مجنون، فابتسم حاتم، وعاد إلى داره مصطحبا الأعرابي، فنحر له وأطعمه وأكرمه.

حال هذا الأعرابي (الذكي) هو ما يجب أن يتعلمه المرتزقة أفرادا وكيانات حين يحاولون (يائسين) مهاجمة السعودية بترهاتهم وأكاذيبهم وأراجيفهـم غير المؤثـرة، فكما عرف العرب كرم حاتم الطائي، وأدرك الأعرابي أن لا بشرا سيصدق ما يقوله عنه، العالم أجمع يعلم من هي السعودية، وما هي مواقفها العربية والإسلامية والدولية والإنسانية مع جميع الناس، دون تمييز عرقي أو عقدي أو مناطقي، فالدولة الفارسية التي دأبت على التحريض ومعاداة السعودية منذ انطلاق ثورتها إلى اليوم، لم تمنع معاداتها العميقة لنا أن ترسل السعودية المساعدات الإغاثية لها إبان الزلازل التي ضربت طهران، إلى درجة رد الملك عبدالله المفحم والصارم على المتشددين الذين عبروا عن معارضة ذلك بطريقة أو بأخرى.

هذه البلاد المباركة ليست طارئة على المشهد السياسي والإنساني الإقليمي والدولي، وخروج (س وص) من المرتزقة بأراجيف إعلامية لا تزيد حالهم إلا بؤسا، فعمق المملكة في الوجدان الدولي والإنساني أعمق من أن تنال منه كل الترهات التي تحاول بعض الدول والمنظمات والأفراد تسويقها، فالقافلة تسير! والناس تميز (الطيب من الخبيث) بالأفعال لا بالأقوال.